قلت : أسألكم سؤالا؟
قالوا : نعم.
قلت : الذي تعتقدون أنتم من عصمة الصحابة وعدالتهم ، وأنهم كلّهم أبرياء وأتقياء ، فهل هذه العقيدة حادثة فيكم ، أم كانت الصحابة أيضاً معتقدين بهذه العقيدة فيهم؟
قالوا : بل كان هذا الاعتقاد عندهم أيضاً.
قلت : فأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام كان يحارب معاوية ، ومعاوية يحاربه (١) ، هذا كان يريد قتل ذاك ، وهذا يريد قتله ، فهل هذا كان مع اعتقادهما بعدالتهما وتقواهما ، أو كل يرى الأخر مستحقّاً للقتل ومفسداً للدين والدنيا؟
قالوا : كل يرى الأخر مستحقّاً للقتل ، ولكن كان ذلك اجتهاداً منهما ، ومعاوية كان مخطئاً ، وعلي عليهالسلام كان مصيباً.
فقلت : على اعترافكم كان معاوية مستحقّاً للقتل ، لأنكم قلتم : بأن عليّاً عليهالسلام أصاب في اجتهاده.
قالوا : هذا مما تدرسون أنتم من المنطق والفلسفة.
قلت : سؤال آخر ; وهو أن النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حين وفاته أيُّ العملين كان أحسن
__________________
١ ـ قال بعض أشراف مكة : لمَّا مضوا إلى برلين قبل اقتسامها التفت إليهم أحد المسؤولين الألمان فقال لهم : هل لمعاوية صورة عندكم ، أو تمثال؟ قالوا : لا ، ثمَّ قال له : ما أنت ومعاوية؟ قال : لو وجدنا له صورة لصنعنا له تمثالا من ذهب ، ووضعنا التمثال في أكبر ساحة في برلين ، فسألوه : ولماذا؟ ما أنتم ومعاوية؟ فقال : لو لم يقف معاوية في وجه علي عليهالسلام وإصلاحاته ، لكانت أوروبا ـ ومنها ألمانيا ـ كلها مسلمة اليوم ، ولكن معاوية هو الذي وقف في وجه إصلاحات علي ، وهو الذي منع الإسلام أن ينتشر ، ويكتسح الأديان الأخرى والمذاهب الأخرى.
مع رجال الفكر في القاهرة ، السيِّد مرتضى الرضوي : ٢ / ١٦٨.