له : الوصية وتعيين الخليفة ، أو تركها وإهمال الأمّة وإرجاع الناس إلى شعورهم الاجتماعيّ الثقافي من تعيين رئيس لهم؟
قالوا : الثاني أولى عندنا ; لما فيه من الحرّيّة ، وإرجاع أمور المسلمين إليهم.
قلت : هذا صحيح ، ولكن يأتي سؤال آخر وهو : أن أبا بكر لم ترك الطريقة الحسناء ، وعدل عنها فعيَّن عمر بن الخطاب؟
فسكتوا عن الجواب.
فقلت لهم : أجيبوا بأن أبا بكر علم أن ترك التعيين سوف يورث الفرقة بين المسلمين ، ويولِّد البغضاء والشحناء ، فعمل ذلك حفظاً لهم وحياطة للدين.
قالوا : يأتي حينئذ سؤال آخر ، وهو : أن النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم لم يتوجَّه إلى هذه المصلحة الاجتماعيّة ، وأخطأ في ذلك ، وأوقع المسلمين في خلاف شديد؟
قالوا : فنحن إذن نسألك.
قلت : نعم.
قالوا : هل كان من الحسن أن يترك النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الوصيّة وتعيين الخليفة ، أو كان من الحسن التعيين والإيصاء؟
قلت : هذا السؤال ساقط عندنا ; لأن تعيين الخليفة والوصيِّ ليس للنبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل هو لله عزَّ وجلَّ ، كبعث النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وإرساله ، هو يأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بتعيين الإمام والوصيّة به فحسب.
فقالوا : هل عندكم علم من هذه الأمور والمطالب الإسلاميّة؟
قلت : أي نعم ، كثير.
قالوا : ولكن نحن محرومون وممنوعون (١).
__________________
١ ـ مواقف الشيعة ، الأحمدي الميانجي : ٣ / ٧٤ ـ ٧٥.