شيء آخر.
ومع احترامي للعلماء من الطرفين ، إلاَّ أنني أقول : العلماء ليسوا الأمّة كلّها ، قد يكونون على رأس الأمّة الإسلاميّة ، ولكنَّ ما يبلغ الناس العاديّين عن السنّة وعن الشيعة ليس بكثير ...
أمَّا السنّة فكثرتهم أو كثرة توالي الحقب والعصور التي تولَّوا فيها الحكم في الدول الإسلاميّة المختلفة قد مكَّن للمذهب السنّيِّ في البلاد أو في كثير من البلاد الإسلاميّة.
الشيعة ـ كما هو معروف ـ كانوا مضطهدين في كل الحقب الإسلاميّة إلاَّ قليلا ، حتى من بني عمومتهم بني العبّاس (١) كانوا مضطهدين أشدَّ الاضطهاد. إذن الذي أريده ، والذي أرجوه ، أن تكتبوا للرجل العاديِّ المسلم ، العاديِّ الذي يشكِّل تسعة وتسعين في المئة ( ٩٩% ) من الأمّة الإسلاميَّة ، تسعة وتسعون في المئة ( ٩٩% ) إن لم يكن من الأمَّة الإسلاميَّة فمن السنَّة ، والسنّة تجهل كثيراً ... إذا كتبتم لهؤلاء الكتاب الميسَّر السهل الذي يستطيعون فهمه من الممكن جدّاً أن يتبيَّن لأهل السنَّة حقيقة الشيعة ، من الممكن ـ بعد هذا ـ أن تمتلأ المكتبات بكتب الشيعة.
فقد كان لي رأي قاطع أحببت أن أسوقه ، فسقته لبعض الصحاب ، وهو أن نبدأ بتنشئة جيل جديد يعرف حقيقة الشيعة ; من الطفل الصغير ، من الصبيِّ ، من الشابِّ ، أن نقدِّم لهم كتباً ميسَّرة سهلة ، نطلعهم على حقيقة الشيعة.
إنكم تعلمون أن كثيراً من السنّة لا يجهلون ـ فقط ـ كل شيء عنكم ، بل
____________
١ ـ غرضه : بني عمومة أئمتهم عليهمالسلام.