يتهمونكم اتّهامات أنتم منها براء ، يتهمونكم ـ أحياناً ـ بالكفر ، بالخروج عن الإسلام .. هذا ما يقال ، بالخروج عن الإسلام.
يتهمونكم ـ مثلا ـ بأنكم تقولون : إن الرسالة نزلت خطأ من السماء على محمّد ، وكان مقصوداً بها علي.
يتهمونكم بأشياء كثيرة جدّاً ، وترون في العامّة ، بل منهم من يتهمونكم بأنكم تؤلِّهون عليّاً عليهالسلام.
سمعت هذا من أناس لا أقول : إنّهم جهلاء ، بل أقول : إنهم متعلِّمون ، وبعضهم يعتبر من المثقَّفين ، ماذا عليكم لو بدأتم وكتبتم قصصاً سهلة للأطفال الصغار ... لا للرجال العظام ، أيّ مشهد من المشاهد التي تعلِّم الطفل الصغير الذي يقرأ : إن الإسلام واحد ، كما هو في السنة هو في الشيعة.
من السهل جدّاً أن تكتب هذه ، ومن السهل جدّاً ـ في سياق الكلام القصصي والروائي البسيط الذي يغري الطفل ويستهويه ـ أن تدرس المعلومات المطلوبة عن حقيقة الشيعة ، إني أرجو هذا رجاء منكم لا من أجل نشر المذهب الشيعيِّ ، وإنما من أجل التقريب بين المذاهب الإسلاميَّة ، بين المذهبين الكبيرين الذين يعتبران جناحي الإسلام ...
إذا تمَّ هذا ففي اعتقادي أنَّه من الممكن أن يتآخى المسلمون بزيادة اقترابهم بعضهم من بعض ، وبهذا يمكن أن يقف الإسلام على قدميه مرَّة أخرى ، ولربَّما نستطيع أن نستعيد عصر الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، الذي أعتبره امتداداً لعصر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والسلام عليكم (١).
__________________
١ ـ مع رجال الفكر في القاهرة ، السيد مرتضى الرضوي : ١٧٩ ـ ١٨١.