مجموعة من مطبوعاتنا بالقاهرة ، وكتبت عليها الإهداء له ، ودفعتها بيد الشيخ حسن زيدان على أن يوصلها إليه ، فأعطاه الكتب ، وبعد أيام جاءني الشيخ حسن وقال : إن الأستاذ الشيخ عبد الرحيم عرابي مشتاق إلى زيارتك ، ففي أيِّ وقت نحضر ، فأجبته : في الليلة القادمة بعد العشاء ، وجاء بصحبته الشيخ حسن زيدان في الموعد المحدَّد ، حيث إنه كان المعرِّف له ، وبعد أن جلسنا واستقرَّ بهما المكان توجَّه نحوي الأستاذ الشيخ عبد الرحيم وقال : هل أنكم تسبُّون الصحابة؟
فقلت : ليست هذه مسألة ـ على حدِّ تعبيركم ـ مما هو مسؤول عنه الشيعة ، ولا هو محسوب عليها ، ولا هو منبثق عنها ، بل يا ترى ماذا تؤدّي إليه هذه النصوص ، والحقائق التاريخية التي جاء بها أوثق المصادر ، بل وجاء بها الكتاب والسنّة ، وأعظم رجال المسلمين وأقدمهم.
فهل تنكر حضرتك ما ورد عن النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : من آذى شعرة مني فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله (١) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها (٢)؟
وقال ابن قتيبة : قال عمر لأبي بكر : انطلق بنا إلى فاطمة ، فإنّا قد أغضبناها (٣) ، أليس هذا إحساس منهما بأنَّهما قد أغضباها وآذياها؟ (٤) ، قال الله
__________________
١ ـ تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٥٤ / ٣٠٨ ، الجامع الصغير ، السيوطي : ٢ / ٥٤٧ ح ٨٢٦٧ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ١٢ / ٩٥ ح ٣٤١٥٤ ، فيض القدير ، المناوي : ٦ / ٢٤ ح ٨٢٦٧.
٢ ـ راجع : الأمالي ، المفيد : ٩٥ ، الأمالي ، الطوسي : ٤٢٧ ح ١١ ، كنز العمال المتقي الهندي : ٢ / ١١١ ح ٣٤٢٣٧ ، ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي : ٢ / ٥٦ ح ٣٢ و ٧٢ ح ٢٤.
٣ ـ الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة : ١ / ٣١ وقد تقدَّم هذا النصُّ في الجزء الأول : ١٩٦.
٤ ـ فقد روى أصحاب السنن أن فاطمة عليهاالسلام ماتت وهي غضبى على أبي بكر ، روى البخاري ، عن عروة