تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (١) ، وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ) (٢) ، وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) (٣).
وقال الشهرستاني : الخلاف الثاني في مرضه أنه قال : جهِّزوا جيش أسامة ، لعن الله من تخلَّف عنه (٤).
وفي سبر هذه النصوص نجد أن هناك لعناً قد يتذرَّع به من الكتاب أو السنّة في التعرية أو الاستنكار ، بيد أنه لم يكن الكتاب ولا السنّة ليتذرَّع بالسبِّ أو النبز أو الوصم والتعيير ، فهل تنكر حضرتك تخلُّفهم عن جيش أسامة؟
فابتسم ضاحكاً ثمَّ قال : ما رأيكم في أمِّ المؤمنين عائشة؟
قلت : قال الله تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا
__________________
بن الزبير أن عائشة أخبرته أن فاطمة عليهاالسلام ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مما أفاء الله عليه ، فقال لها أبو بكر : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لا نورِّث ، ما تركنا صدقة ، فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته حتى توفِّيت.
راجع : صحيح البخاري : ٤ / ٤٢ ، مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٦ ، السنن الكبرى ، البيهقي : ٦ / ٣٠٠ ، الطبقات الكبرى ، ابن سعد : ٨ / ٢٨ ، فتح الباري ، ابن حجر : ٦ / ١٣٩ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ٧ / ٢٤٢ ح ١٨٧٦٩.
١ ـ سورة التوبة ، الآية : ٦١.
٢ ـ سورة الأحزاب ، الآية : ٥٧.
٣ ـ سورة الأحزاب ، الآية : ٥٨.
٤ ـ الملل والنحل ، الشهرستاني : ١ / ٢٣ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٦ / ٥٢.