٣ ـ الحدّ الوسط
لا هذا ولا ذاك ، بأن الصحابة غير معصومين ، ولو كان أكثرهم عدولا ثقاتاً ، ولكن فيهم من ليس كذلك.
وهذا يظهر من كلام ابن العماد الحنبلي والشوكاني والمارزي والرافعي وغيرهم (١) ، وجميع علماء الشيعة.
وخلاصة قولهم : أن في الصحابة منافقين ، وهم الذين جرَّعوا النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم غصصاً ومآسي ، كما يشهد عليهم القرآن المجيد ـ سورة المنافقين.
أدلة الطرفين :
١ ـ قول جمهور العامة :
واستدلَّ جمهور العامة بالحديث النبويِّ الشريف : لا تؤذوني في أصحابي (٢) ، وحديث : لا يدخل النار مسلم رآني ، ولا رأى من رآني .. (٣).
فقاطعني عادل : صحيح هذا ، ومنقول بالتواتر.
قلت : طيِّب ، ولكن الحديث الشريف يشمل أبا جهل وأبا لهب والحكم بن العاص وعبيد الله قاتل هرمزان المسلم المؤمن ، وقد قال تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ ) (٤).
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل أن الحديث يشمل هؤلاء أيضاً أم لا؟ أمَّا
__________________
١ ـ راجع : النصائح الكافية ، ابن عقيل : ١٦٢ ، الإصابة ، ابن حجر : ١ / ١٦٣.
٢ ـ تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٢١ / ٨٣ ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، القاضي عياض : ٢ / ٣٠٨.
٣ ـ كتاب السنة ، ابن أبي عاصم : ٦١٦ ح ١٤٨٥ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ١٧ / ٣٥٧ ، الإصابة ، ابن حجر : ٤ / ٤٣٦ ح ٥٦٣٥.
٤ ـ سورة النساء ، الآية : ٩٣.