شموله لهم فإنه ينافي حكم المنطق والعقل ، وقد قيل : ما حكم به الشرع حكم به العقل.
وعدم شمولهم يؤدي إلى الإذعان بأن التعريف ناقص يحتاج إلى تكميل وترميم.
فابتسم عادل على مضض.
فقلت له : السكوت علامة الرضا.
قال عادل : سيدي! هذا يقال للبنت الباكر إذا عرض عليها الخطوبة فسكتت.
قلت : نعم ، ولكن المورد لا يخصِّص الوارد.
وضحكنا معاً ، ثم طلبنا من الموظَّف المسؤول الشاي الهندي المركَّب من الشاي مع الحليب ، وتسامرنا ، ثمَّ عرض عليَّ السؤال التالي :
ما تقول في هذا الحديث : لا تسبُّوا أصحابي ، ومن سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؟ (١)
قلت : سبحان الله العظيم! إني أردت أن أذكر لك هذا ، ولكن كنت أتأمَّل في ذهني : هل أن الحديث مختصٌ بالمخاطبين ، أي الذين كانوا مع الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم في صدر الإسلام من الصحابة ، أو أنّه عام يشمل جميع المسلمين طرّاً كما تقتضيه الأحكام الشرعية في الإسلام ، حيث تطبَّق على جميع المسلمين من صدر الإسلام إلى قيام الساعة؟
قال عادل : لا ، بل شامل لجميع المسلمين.
__________________
١ ـ المعجم الأوسط ، الطبراني : ٥ / ٩٥ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ١١ / ٥٤٣ ح ٣٢٥٤٥.