المنابر؟ وهل سمعت أن عمر بن عبد العزيز جلد أحداً لسبِّه علي بن أبي طالب عليهالسلام؟ وما الفرق بين عليٍّ وعثمان؟ أضف إلى ذلك اختصاص عليٍّ بآية التطهير دون عثمان.
قال عادل : إن معاوية يحظى بشرف الخؤولة ، فهو خال المؤمنين من جهة أم حبيبة أمِّ المؤمنين.
قلت : نعم ، ولكن للمصاهرة والقرابة شرف ومنزلة الصحبة ، ولماذا حرم علي عليهالسلام منها؟ ولماذا انحصرت الخؤولة في معاوية ولم تشمل غيره؟ ألم يكن لمحمّد بن أبي بكر شرف الخؤولة؟ مع العلم أنه أفضل سيرة من معاوية ، فلو ذكر بسوء رضوا وأمسكوا ومالوا مع ذاكره ، ولو كان ذلك في معاوية غضبوا وأنكروا ولعنوا من ذكره بسوء ، وأردت الزيادة فسكتُّ خوفاً من صديقي أن ينزعج منّي.
قال عادل : نعم ، وهنا حديث متواتر مشهور ، وهو : أصحابي كالنجوم بأيِّهم اقتديتم اهتديتم (١).
قلت : هذا الحديث يتنافي مع روح الإسلام وعظمته ، وحكمة الباري وعدالته (٢).
__________________
١ ـ ميزان الاعتدال ، الذهبي : ١ / ٨٢ ، رقم : ٢٩٦ ، لسان الميزان ، ابن حجر : ١ / ١٣٦ ، رقم : ٤٢٥ ، تحفة الأحوذي ، المباركفوري : ١٠ / ١٥٥ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٢٠ / ١١ ، فيض القدير ، المناوي : ٦ / ٣٨٦ ، المغني ، عبد الله بن قدامة : ٣ / ٥٣٥.
٢ ـ قال بعضهم : وكيف يصح أن يقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم )؟ لا شبهة أن هذا يوجب أن يكون أهل الشام في صفين على هدى ، وأن يكون أهل العراق أيضاً على هدى ، وأن يكون قاتل عمّار بن ياسر مهتدياً ، وقد صحَّ الخبر الصحيح أنه قال له : ( تقتلك الفئة الباغية ) ، وقال في القرآن : ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ) ، فدلَّ على أنها ما دامت موصوفة