وأتذكَّر رواية لابن البطريق في كتاب العمدة ، عن عمرو بن يحيى ، عن جدِّه قال : كنت جالساً مع أبي هريرة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً بالمدينة ، ومعنا مروان ، فقال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدَّق صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش ، فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة .. الحديث (١).
__________________
بنساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يلعنك الله ورسوله ، وهذا قميص رسول الله لم يتغيَّر ، وقد غيَّرت سنّته يا نعثل.
وقال اليعقوبي في تأريخه : ٢ / ١٧٥ : كان بين عثمان وعائشة منافرة ، وذلك أنه نقصها مما كان يعطيها عمر بن الخطاب ، وصيَّرها أسوة غيرها من نساء رسول الله ، فإن عثمان يوماً ليخطب إذ دلَّت عائشة قميص رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونادت : يا معشر المسلمين! هذا جلباب رسول الله لم يبل ، وقد أبلى عثمان سنّته! فقال عثمان : ربِّ اصرف عنّي كيدهن إن كيدهن عظيم.
وجاء في كتاب المحصول ، الرازي : ٤ / ٣٤٣ ، قال : إن عثمان أخَّر عن عائشة بعض أرزاقها فغضبت ، ثمَّ قالت : يا عثمان! أكلت أمانتك ، وضيَّعت الرعيّة ، وسلَّطت عليهم الأشرار من أهل بيتك ، والله لو لا الصلوات الخمس لمشى إليك أقوام ذوو بصائر يذبحونك كما يذبح الجمل.
وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٦ / ٢١٥ عن بعضهم أنَّ كل من صنَّف في السير والأخبار قال : إن عائشة كانت من أشدِّ الناس على عثمان ، حتى إنها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنصبته في منزلها ، وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يبل ، وعثمان قد أبلى سنّته ، قالوا : أول من سمَّى عثمان نعثلا عائشة ، والنعثل : الكثير شعر اللحية والجسد ، وكانت تقول : اقتلوا نعثلا ، قتل الله نعثلا!
وجاء في نفس المصدر : ٢٠ / ١٧ : ولقد كان كثير من الصحابة يلعن عثمان وهو خليفة ، منهم عائشة ، كانت تقول : اقتلوا نعثلا ، لعن الله نعثلا.
وراجع رأي عائشة في عثمان وقولها فيه : هذا قميص رسول الله لم يبل ، وعثمان قد أبلى سنَّته ، وقولها : اقتلوا نعثلا ، قتل الله نعثلا ـ في المصادر التالية :
شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٢٠ / ٢٢ ، المحصول ، الرازي : ٤ / ٣٤٣ ، تاريخ الطبري : ٣ / ٤٧٧ ، الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة الدينوري : ١ / ٧٢ ، لسان العرب ، ابن منظور : ١١ / ٦٧٠.
١ ـ العمدة ، ابن البطريق : ٤٥١ ـ ٤٥٢ ح ٩٤٠ ، عن صحيح البخاري : ٨ / ٨٨ ، مسند أحمد بن حنبل : ٢ / ٣٢٤ ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٤٦ / ٤٥٥.