بنبيِّك محمَّد نبيِّ الرحمة ، يا محمَّد! يا رسول الله! إني أتوسَّل بك إلى ربّي في حاجتي ليقضيها ، اللهم فشفِّعه فيَّ ، فهذا التوسّل به حسن ، وأمَّا دعاؤه والاستغاثة به فحرام! والفرق بين هذين متفق عليه بين المسلمين.
المتوسِّل إنما يدعو الله ويخاطبه ويطلب منه ، لا يدعو غيره إلاَّ على سبيل استحضاره ، لا على سبيل الطلب منه ، وأمَّا الداعي والمستغيث فهو الذي يسأل المدعوَّ ويطلب منه ، ويستغيثه ويتوكَّل عليه. انتهى.
فقد أفتى ابن تيميَّة بجواز العمل بحديث الضرير ، وفيه خطاب للنبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ميِّت! ولاحظ ـ يا صارم ـ أن الميزان عند ابن تيميّة أن تطلب من الله أو من المتوسَّل به ، وهذا هو كلام علماء المسلمين كلّهم ، وتفريقه بين المتوسِّل والداعي والمستغيث غير صحيح ; لأنه لا يوجد مسلم يدعو النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ويطلب منه من دون الله ، أو يستغيث به من دون الله!!
وأزيدك حديثاً آخر صحَّحه الطبراني ، يفسِّر حديث الضرير ، قال في المعجم الكبير : ج ٩ ص ٣١ : عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عمِّه عثمان بن حنيف : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له ، فكان عثمان لا يلتفت إليه ، ولا ينظر في حاجته ، فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك ، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضَّأ ، ثمَّ ائت المسجد فصلِّ فيه ركعتين ، ثمَّ قل : اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيِّك محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم نبيِّ الرحمة ، يا محمّد! إني أتوجَّه بك إلى ربّي فتقضي لي حاجتي ، وتذكر حاجتك ، ورح إليَّ حتى أروح معك.
فانطلق الرجل فصنع ما قال له ، ثمَّ أتى باب عثمان بن عفان ، فجاء البواب حتى أخذ بيده ، فأدخله على عثمان بن عفان ، فأجلسه معه على الطنفسة ، وقال