أميرالمؤمنين عليهالسلام عن حقِّه ، أو يترك الاحتجاج ولا يعلن ظلامته.
هذا والمتتبِّع لكلمات أميرالمؤمنين عليهالسلام يجد الكثير من هذه الاحتجاجات الصريحة في ذلك (١) ، وهي كفيلة أن توقف كل من قرأها على الحقيقة ، ومن هو صاحب الخلافة والذي تجب له البيعة والطاعة.
قال محمود بن لبيد : لمَّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت فاطمة تأتي قبور الشهداء ، وتأتي قبر حمزة ، وتبكي هناك ، فلمَّا كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة رضي الله عنه ، فوجدتها ـ صلوات الله عليها ـ تبكي هناك ، فأمهلتها حتى سكتت ، فأتيتها وسلَّمت عليها ، وقلت : يا سيِّدة النسوان! قد والله قطَّعتِ أنياط قلبي من بكائك.
فقالت : يا أبا عمر! يحقُّ لي البكاء ، ولقد أصبت بخير الآباء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واشوقاه إلى رسول الله ، ثمَّ أنشأت عليهاالسلام تقول :
__________________
الكعبة التي نصبها الله علماً ، وإنما تؤتى من كل فجٍّ عميق ونأي سحيق ، ولا تأتي ... الحديث. وسائل الشيعة ، الحرّ العاملي : ٤ / ٣٠٢.
وفي تفسير الثعلبي بسنده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : مثل عليٍّ فيكم ـ أو قال : في هذه الأمّة ـ مثل الكعبة المستورة أو المشهورة ، النظر إليها عبادة ، والحجُّ إليها فريضة. المناقب ، ابن المغازلي : ١٠٧ ، رقم : ١٤٩.
١ ـ راجع الجزء الثالث من هذا الكتاب في احتجاجات أميرالمؤمنين عليهالسلام ، والتي منها قوله عليهالسلام : يا معشر المهاجرين! الله الله ، لا تخرجوا سلطان محمّد عن داره وبيته إلى بيوتكم ودوركم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقّه ، فوالله ـ يا معشر المهاجرين ـ لنحن أهل البيت أحقُّ بهذا الأمر منكم .. إلخ. السقيفة وفدك ، الجوهري : ٦٣.