فزاد ضحكه واستعجابه وقال : وهل عند الشيعة أن اللّفظ يخالف المعنى؟
قال الذي بجانبه : إنه النّفاق الذي يسمونه التقية.
بدأت أملّ هذا النقاش الذي لا زال في بدايته ، ولكنّي تجلّدت ولم أبالي بالمتكلّم الجديد وتوجهت لشيخهم الكبير ظنّا منّي بأنه أذكاهم وأعلمهم ، وإذا قدرّ له أن يقتنع بكلامي فسيكون فتحاً كبيراً.
قلت : يا سيدي الشيخ دعني أشرح الموضوع بطريقة أخرى ، إن عائشة وأم سلمة أمهات المؤمنين وهنّ نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قالتا بأن الآية لم تنزل فينا بل نزلت في محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام وهؤلاء الأشخاص اتّخذهم الشيعة أئمّة لهم ، فلا يتّقون إلا فيهم ولا يقتدون إلاّ بهم ، وهذا هو قصدي من اللّفظ الذي لا يخالف المعنى.
فضحك بقهقهة حتى شرق بالسّعال وقال : فاطمة عليهاالسلام إمام الشيعة؟ قال رسول الله : « لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة » فكيف تكون فاطمة أميرالمؤمنين عليهالسلام؟
وضحك هو وكلّ الحاضرين ، وغمزني السيّد شرف الدين أن اصبر على استهزائهم.
التفت إلي أحدهم وقال : الشيعة كلّهم منافقون ويتستّرون بمحبّة أهل البيت عليهمالسلام لهدم الإسلام وتخريبه ، ولذلك كان أهل البيت يلعنون الشيعة ويحذّرون المسلمين منهم ومن دسائسهم.
قلت : متى وأين وجدت أهل البيت عليهمالسلام يلعنون الشيّعة؟
قال : في نهج البلاغة سيّدنا علي كرّم الله وجهه يلعنهم ويشتمهم.
قلت : أو لا سيّدنا علي عليهالسلام لم يلعن شيعته ولكن ذمّ الذين تخاذلوا عن