فإذا سأل محمّدٌ ربّه قائلا : اللهم ارحم هذا العبد ، أو اغفر لهذا العبد ، أو اغني هذا العبد ، فإنّ الله سبحانه يستجيبُ له ، والرّوايات الصحيحة الواردة في هذا المعنى كثيرة جداً ، منها : أنّ أحد الصحابة كان أعمى فجاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وطلب منه أن يدعو الله له ليفتح بصره ، فأمره الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن يتوضّأ ويصلّي لله ركعتين ، ثم يقول : اللهم إني أتوسّل إليك بحبيبك محمّد إلاّ ما فتحت بصري ففتح الله بصرهُ (١).
وكذلك ثعلبة ذلك الصحابي الفقير المعدوم الذي جاء للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وطلب منه أن يسأل الله له الغنى لأنه يحبّ أن يتصدّق ، ويكون من المحسنين ، وسأل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ربّهُ فاستجاب له ، وأغنى ثعلبة ، فأصبح من الأغنياء حتّى ضاقت بأنعامه أرجاء المدينة فلم يعد يحضر الصّلاة ، ومنع إعطاء الزكاة. والقصة
__________________
١ ـ روى الترمذي في السنن : ٥ / ٢٢٩ ح ٣٦٤٩ بالإسناد عن عثمان بن حنيف : أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : ادع الله أن يعافيني ، قال : إن شئت دعوت ، وإن شئت صبرت فهو خير لك ، قال : فادعه ، قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضؤه ويدعوه بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمّد نبي الرحمة ، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي ، اللهم فشفعه في. قال : هذا حديث حسن صحيح.
ورواه ابن ماجة في السنن : ١ / ٤٤١ ح ١٣٨٥ وقال : قال أبو إسحاق : هذا حديث صحيح ، ومسند أحمد بن حنبل : ٤ / ١٣٨ ، السنن الكبرى ، النسائي : ٦ / ١٦٩ ح ١٠٤٩٤ ـ ١٠٤٩٦ ، أسد الغابة ، ابن الأثير : ٣ / ٣٧١ ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٦ / ٢٤ ، المستدرك ، الحاكم النيسابوري : ١ / ٣١٣ ، وقال : هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ورواه أيضاً في ص ٥١٩.
ورواه في ص ٥٢٦ وجاء في الحديث بعد الدعاء : فدعا بهذا الدعاء فقام وقد أبصر ، ورواه أيضاً ثانية في نفس الصفحة وجاء في آخره : قال عثمان : فو الله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر قط ، ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.