معروفة ومشهورة عند النّاس كافة (١).
كذلك كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً يصف لأصحابه نعيم الجنّة ، وما أعدّه الله سبحانه لسكّانها ، فقام عكاشة فقال : يا رسول الله أدعو الله أن يجعلني منهم ، فقال رسول الله : اللهمّ اجعله منهم ، فقام آخر فقال : وأنا يا رسول الله ، فقال : لقد سبقك بها عكاشة (٢).
ففي الرّوايات الثلاثة دليل قاطع على أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جعل نفسه واسطة بين الله والعباد.
قاطعني الوهابيّ بقوله : أنا أستدل عليه بالقرآن الكريم ، وهو يستدل عليَّ بالأحاديث الضعيفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
قلت : القرآن الكريم يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ) (٣).
قال : الوسيلة هي العمل الصالح!
قلت : آيات العمل الصالح كثيرة ومحكمة ففيها يقول سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) (٤) ولكن في هذه الآية قال : ( وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ )
__________________
١ ـ أسباب النزول ، الواحدي : ١٧٠ ـ ١٧٢ ، تفسير القرطبي : ٨ / ٢٠٩ ، الدر المنثور ، السيوطي : ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، تفسير ابن كثير : ٢ / ٣٨٨ ، في تفسير قوله تعالى : ( وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ) سورة التوبة ، الآية : ٧٥ ، أسد الغاية ، ابن الأثير : ١ / ٢٣٧.
٢ ـ مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٤٢٠ ، صحيح البخاري : ٧ / ٤٠ ، صحيح مسلم : ١ / ١٣٦ ، المستدرك ، الحاكم : ٣ / ٢٢٨.
٣ ـ سورة المائدة ، الآية ٣٥.
٤ ـ سورة البقرة ، الآية : ٢٥.