رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال : نستمع إليك.
فقلت : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رحِيماً ) (١).
فلماذا يأمرهم الله بالمجيء إلى الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليستغفروا عنده ، ثم يستغفر لهم الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فهذا دليل قاطع على أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو واسطتهم إلى الله ولا يغفر الله لهم إلاّ به.
فقال الحاضرون : هذا دليل ما بعده دليل ، وأحسّ الوهابيّ بالهزيمة فاستطرد يقول : ذاك صحيح عندما كان حيّاً ، ولكن الرّجال مات منذ أربعة عشر قرناً.
قلت مستغرباً : كيف تقول عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجّال مات؟! رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيّ وليس بميّت.
فضحك من قولي مستهزءاً قائلا : القرآن قال له : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) (٢).
قلت : والقرآن نفسه يقول : ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) (٣) وقال : ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ ) (٤).
__________________
١ ـ سورة النساء ، الآية : ٦٤.
٢ ـ سورة الزمر ، الآية : ٣٠.
٣ ـ سورة آل عمران ، الآية : ١٦٩.
٤ ـ سورة البقرة ، الآية : ١٥٤.