قال : هذه الآيات تتكلّم عن الشهداء الذين يقتلون في سبيل الله ، ولا علاقة لها بمحمّد.
قلت : سبحان الله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، أأنت تنزل بمرتبة النبي محمّد حبيب الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى درجة هي أقل من رتبة الشهيد ، وكأنّك تريد أن تقول بأن أحمد بن حنبل مات شهيداً ، فهو حيّ عند ربّه يرزق ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ميّتٌ كسائر الأموات؟!
قال : هذا ما يقوله القرآن الكريم.
قلت : الحمد لله أن كشف لنا عن هويّتكم ، وعرّفنا على حقيقتكم بألسنتكم ، وقد حاولتم جهودكم طمس آثار الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ووصل الأمر بكم أن حاولتم إعفاء قبره ، كما أعفيتم البيت الذي ولد فيه.
وهنا تدخَّل صاحب البيت ليقول لي : لا نخرج عن دائرة القرآن والسنّة وهذا ما اتفقنا عليه.
اعتذرت وقلت : المهمّ أنّ صاحبنا اعترف بالوسيلة في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ونفاها بعد وفاته.
فقال الحاضرون جميعاً : وهو كذلك ، وسألوه من جديد : أنت وافقت بأنّ الوساطة كانت جائزة في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
أجاب : كانت جائزة في حياته وهي غير جائزة الآن بعد وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقلت : الحمد لله ، لأول مرّة تعترف الوهابيّة بالوسيلة وهذا فتح كبير.
واسمحوا لي بأن أضيف أنّ الوسيلة جائزة حتى بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال الوهّابي : والله لا يجوز ، ذلك من الشرك.
فقلت : مهلا ، ولا تتسرّع وتقسم فتندم على ذلك.