قلت له : نعم.
قال : فمن أين جاء؟ فأين له وجه الاجتهاد كي يحصل على نصف الأجر ، وهو قد قتل الصحابي الجليل عمار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : صبراً صبراً آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة (١)؟ فأين له من عمار بن ياسر؟
وجاء الليل وجاء الصراع ، عقلي يقول : هل علماؤنا مضلَّلون عبر التاريخ؟ هل علماؤنا ضحايا لإعلام مضلِّل؟ تفكيرهم قائم على الطريقة التقليديّة الموروثة ، لا يقبلون الناش والحوار ، ومن خالفهم في الرأي اتهموه بالكفر وفسّقوه وضلَّلوه ، وأقاموا عليه الدنيا وأقعدوها ، لأنه خالفهم في الرأي ، وأخذوا يشهِّرون به في المجالس ، ويحذِّرون الناس منه لمجرد أنه أثار تساؤلا لا يعرفون الإجابة عليه ، أو لا يريدون الخوض فيه.
__________________
وعن عمرو بن شر حبيل قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن عماراً ملئ إيماناً إلى مشاشه. المصنف ابن أبي شيبة الكوفي : ٧ / ٢١٧ ح ٦.
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٠ / ١٠٣ روى الحديث مثله وقال : ويروى إلى أخمص قدميه.
قال ابن حجر في فتح الباري : ٧ / ٧٢ : وقد جاء في حديث أن عماراً ملئ إيماناً إلى مشاشه. أخرجه النسائي بسند صحيح ، والمشاش بضمِّ الميم ومعجمتين الأولى خفيفة ، وهذه الصفة لا تقع إلاَّ ممن أجاره الله من الشيطان.
وقال المناوي في فيض القدير : ٤ / ٤٧٣ ح ٥٦٠٤ : ( عمار ملئ إيماناً إلى مشاشه ) بضمِّ الميم بضبط المصنّف ; أي ملأ الله جوفه به حتى تعدَّى الجوف ووصل إلى العظام الظاهرة ، والمشاش رؤوس العظام ، وفي رواية أبي نعيم أيضاً : عمار ملي إيماناً من قرنه إلى قدمه قال : يعني مشاشه. صلىاللهعليهوآلهوسلم صلىاللهعليهوآلهوسلم
١ ـ المستدرك ، الحاكم النيسابوري : ٣ / ٣٨٣ و ٣٨٨ ـ ٣٨٩ ، وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي : ١ / ١٦١ ، الطبقات الكبرى ، ابن سعد : ٣ / ٢٤٩ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ٢٤ / ٣٠٣ ، المعجم الأوسط : ٢ / ١٤١ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٩ / ٢٩٣ ، وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٣ / ٢٥٥.