فصرت أتساءل : ما ذنب عليٍّ عليهالسلام في التاريخ؟ الله أكبر! وأتابع البحث من جديد ، وأشحذ همّتي كي أستطيع التأمُّل والتفكُّر في مناشدات وخطابات سيِّدي وإمامي علي عليهالسلام روحي فداه .. ما قرأت مقطعاً من كلماته إلاَّ وانهمرت دموعي!!
ومرَّة أخرى يبثُّ شكواه بمرارة : فجزت قريشاً عنّي الجوازي ، فقد قطعوا رحمي ، وسلبوني سلطان ابن أمّي (١).
أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا ، كذباً علينا وبغياً ، أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم (٢).
وقوله أيضاً في خطبة له خطبها بعد البيعة له : لا يقاس بآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذه الأمة أحد ، ولا يسوَّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حقّ الولاية ، وفيهم الوصيّة والوراثة ، الآن إذ رجع الحق إلى أهله ، ونقل إلى منتقله (٣).
فكلمات الإمام بعد البيعة تؤكِّد على صدق ما ذهبنا إليه ، فكلَّما وصلت
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، خطب الإمام علي عليهالسلام : ٣ / ٦١ ، خطبة رقم : ٣٦ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٦ / ١٤٨.
٢ ـ نهج البلاغة ، خطب الإمام علي عليهالسلام : ٢ / ٢٧ ، خطبة رقم : ١٤٤ ، مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب ١ / ٢٤٥ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٩ / ٨٤ ، ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي : ١ / ٢٠٧ ح ٧.
٣ ـ نهج البلاغة ، خطب الإمام علي عليهالسلام : ١ / ٣٠ ، خطبة رقم : ٢ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١ / ١٣٨ ـ ١٣٩ ، ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي : ١ / ٨٣ ح ٢٣.