فصرت أسأل : من الذي عيَّن يزيد؟ معاوية؟ من الذي عيَّن معاوية؟ تساؤلات لا تنتهي.
أثَّرت في نفسي قصّة الراهب ودخوله الإسلام ، أثرت في نفسي الجموع الغفيرة وهي تبكي وتلطم ، يا إلهي! ما الخطب؟ ما الأمر؟ ما الذي جرى على الأمّة؟ فخرجت من المسجد ودوَّامة الصراع لا تتركني.
أين شيخنا في القرية الذي يحذِّرني من هؤلاء الشيعة ، ويقول لي : هم الذين قتلوا الحسين عليهالسلام؟
ما هذه المأساة التي حلَّت بالأمَّة؟ ما هذه الظليمة؟ فخرجت من الجامع الأمويّ متّجهاً باتجاه منطقة السيِّدة زينب عليهاالسلام ، وفي الطريق أفكِّر هل كلام الشيخ عندنا صحيح؟ أم كلام هذا الشابّ الشيعي؟ الراهب يدخل إلى الإسلام؟ ويبكي وينوح؟ ويقول : اشهد لي يا رأس! أسلمت على يدك ، اشهد لي عند جدِّك محمّد؟
كلَّما أهدأ وأتخلَّص من دوَّامة بعض التساؤلات تأتيني عاصفة جديدة من التساؤلات ، يا إلهي!! لماذا لا أعلم كل هذه الأمور؟ يا إلهي! متى أتخلَّص من هذه الدوَّامة التي حيَّرتني؟ فدفعتني هذه الكارثة التي حلَّت بالأمَّة إلى أن أشدَّ الهمّة من جديد دون كلل أو ملل بحثاً عن الحقيقة ، لمعرفة كلام الشابّ الشيعيّ هل هو صحيح أم كلام شيخ البلد؟ فصعدت في ( السرفيس ) متّجهاً إلى منطقة السيِّدة زينب عليهاالسلام ، والأفكار والتساؤلات تعصب بي كالموج ، مرَّة أهدأ ومرَّة أثور ، مرّة أهدأ .. أقول كلام الشيخ عندنا هو الصحيح! ومرَّة أثور عندما أتذكَّر قضيّة الراهب وقضيَّة الرأس!! وقضيّة يزيد!! وماذا فعل بالأمَّة؟ حتى أخذتني الأفكار ونسيت أن أنزل في منطقة السيِّدة زينب ، فتجاوزتها ووصلت إلى منطقة