حرب الجمل ، والقاسطين أيام معاوية ، والمارقين ( أي الخوارج ) لوجود الأنصار معه ، ولأنه في قتاله المتقدِّمين عليه ذهاب الدين بأصوله وفروعه ; لأن الناس جديدو عهد بالإسلام كما لا يخفى عليك ، وعلى من له أدنى فطنة بخلاف الطوائف الثلاث.
ولقد قال علي عليهالسلام في جواب من قال : لم لم ينازع علي الخلفاء الثلاثة كما نازع طلحة والزبير ومعاوية؟ إليك قوله عليهالسلام : إن لي بسبعة من الأنبياء أسوة :
الأوَّل : نوح عليهالسلام ، قال الله تعالى مخبراً عنه في سورة القمر : ( أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ) (١) ، فإن قلت لي : لم يكن مغلوباً فقد كذَّبت القرآن ، وإن قلت لي كذلك فعلي عليهالسلام أعذر.
الثاني : إبراهيم الخليل عليهالسلام ، حيث حكى الله تعالى عنه قوله في سورة مريم : ( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ) (٢) ، فإن قلت لي : اعتزلهم من غير مكروه فقد كفرت ، وإن قلت لي : رأى المكروه فاعتزلهم فعليٌّ عليهالسلام أعذر.
الثالث : ابن خالة إبراهيم ، نبي الله تعالى لوط عليهالسلام ، إذ قال لقومه على ما حكاه الله تعالى في سورة هود عليهالسلام : ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْن شَدِيد ) (٣) ، فإن قلت لي : كان له بهم قوَّة فقد كذَّبت القرآن ، وإن قلت لي : إنه ما كان له بهم قوَّة فعليٌّ عليهالسلام أعذر.
الرابع : نبي الله يوسف عليهالسلام ، فقد أخبرنا الله تعالى عنه في قوله في سورة
__________________
١ ـ سوره القمر ، الآية : ١٠.
٢ ـ سورة مريم ، الآية : ٤٨.
٣ ـ سورة هود ، الآية : ٨١.