النَّارُ ) (١) باطلا لا معنى له (٢).
حوار في حديث خوخة أبي بكر
هشام آل قطيط : بعدما ذكرت الأدلّة الكثيرة حول صلاة الخليفة أبي بكر وإبطالها ، فما رأي سماحتكم بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو كنت متّخذاً من أهل الأرض خليلا غير ربّي لا تخّذت أبا بكر خليلا ، لا يبقين في المسجد خوخة إلاَّ سدَّت إلاَّ خوخة أبي بكر (٣)؟ أليس هذا الحديث دليلا قاطعاً على خلافة سيدنا أبي بكر (٤).
__________________
١ ـ سورة هود ، الآية : ١١٣.
٢ ـ قال الشيخ المظفر عليه الرحمة في دعوى تقديم أبي بكر في الصلاة : فليس فيها أيَّة إشارة إلى تعيينه للخلافة ، فضلا عن النصّ ; لأن الإمامة في الصلاة ليست بالأمر الخطير الشأن الذي لا يكون إلاَّ لمن له الإمامة ، ولا سيّما على مذهب أهل السنّة ، وكان ائتمام المسلمين بعضهم ببعض مما اعتادوا عليه ، وشاع يومئذ بينهم بترغيب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه .. ولا أعتقد بصحّة ما يروى أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي قدَّمه للصلاة ، وأنه صلَّى أياماً ; لأن أبا بكر كان من جيش أسامة من غير شك ، وقد نهى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن التخلُّف عنه ، وشدَّد في الإسراع بإنفاذه ، فكيف يجتمع هذا مع تقديم النبيِّ له للصلاة مدّة مرضه؟
نعم ، الثابت أنه صلَّى صلاة واحدة .. يوم الإثنين ، يوم وفاة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقبل أن يتمَّها خرج صاحب الرسالة يتهادى بين رجلين ، ورجلاه تخطّان الأرض من الوجع ، فصلَّى بالناس صلاتهم ، وتأخَّر أبو بكر ، فإن عائشة هي التي روت أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بتقديمه لا غيرها ، وأنها راجعته في ذلك حتى قال لها غاضباً : إنكن لأنتن صواحب يوسف ، وهي نفسها تروي خروجه في نفس تلك الصلاة ، وكان خروجه بهذه الحال إلى الصلاة يوم وفاته وهو يوم الإثنين ، ولو أن النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قدَّمه للصلاة إشارة إلى خلافته ، فلماذا خرج بهذه الحال المؤلمة ، وصلَّى بالناس صلاة المضطرين جالساً؟ ولا معنى لما يقال : إنّه صلَّى أبو بكر بصلاة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصلَّى الناس بصلاة أبي بكر ، فمن هو الإمام إذن؟ إن كان أبا بكر فلم يكن قد صلَّى بصلاة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن كان النبي فلم تكن الناس قد صلَّت بصلاة أبي بكر .. السقيفة ، الشيخ محمّد رضا المظفر : ٥٤.
٣ ـ صحيح البخاري : ٤ / ٢٥٤ ، فضائل الصحابة ، أحمد بن حنبل : ٣ ، مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٤٣٤ ، سنن الترمذي : ٥ / ٢٧٠ ح ٣٧٤٠ ، صحيح مسلم : ٧ / ١٠٩ ، السنن الكبرى ، البيهقي : ٦ / ٢٤٦.
٤ ـ قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : ١١ / ٤٩ : إن البكرية وضعت لأبي بكر أحاديث في مقابلة هذه