السيِّد البدري : إن هذا الحديث رواية آحاد ، هذا أوَّلا.
وثانياً : إن هذا الحديث معارض بحديث أقوى منه سنداً ، وتنقله أحاديثكم ، وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا ، ولكن قل : قدَّر الله وما شاء فعل ، فإن كلمة ( لو ) تفتح عمل الشيطان ( حديث شريف ) (١) ، فكيف برسول الأمّة وإمامها ينهانا عن القول بكلمة ( لو ) ويقول لنا إنها تفتح عمل الشيطان ، وهو يبدأ بها؟! هل يعقل هذا الأمر بأن هذا الحديث يصدر من النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فتأمَّل.
ثالثاً : إن هذا الحديث موضوع لدينا ، ووضع مقابل حديث المؤاخاة المشهور والمتواتر ، وهو قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاَّ أنه لا نبيَّ بعدي (٢).
رابعاً : الشطر الثاني من الحديث ( لا يبقين في المسجد خوخة إلاَّ سدَّت إلاَّ خوخة أبي بكر ) وضع مقابل الحديث المشهور والمتواتر ( سدُّوا هذه الأبواب إلاَّ باب علي ) (٣) فوضع أصحاب الأقلام المأجورة كلمة ( خوخة ) بدل ( باب )
__________________
الأحاديث نحو ( لو كنت متخذاً خليلا ... ) فإنهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء ، ونحو سد الأبواب ، فإنه كان لعلي عليهالسلام فقلبته البكرية إلى أبي بكر.
١ ـ سنن ابن ماجة : ٥ / ٣١ ح ٧٩ ، صحيح مسلم : ٨ / ٥٦ ، السنن الكبرى ، البيهقي : ١٠ / ٨٩ ، السنن الكبرى ، النسائي : ٦ / ١٥٩ ح ١٠٤٧٥.
٢ ـ تقدَّمت تخريجاته.
٣ ـ فضائل الصحابة ، أحمد بن حنبل : ١٣ ـ ١٤ ، صحيح مسلم : ٧ / ١٢٠ ـ ١٢١ ، سنن الترمذي : ٥ / ٣٠٢ ح ٣٨٠٨ و ٣٠٤ ح ٣٨١٣ ، المستدرك ، الحاكم : ٢ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، و ٣ / ١٠٨ ـ ١٠٩ ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة ، وص ١٣٣ أيضاً ، السنن الكبرى ، البيهقي : ٩ / ٤٠ ، المصنّف ، عبد الرزاق : ٥ / ٤٠٥ ـ ٤٠٦ ح ٩٧٤٥ ، وغير ذلك من المصادر الكثيرة ، كما أن هذا الحديث يعدُّ من المتواترات.