بذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يمثّل صمّام أمان لهذه الأمّة ، فمجرَّد ما انفلت صمَّام الأمان انفلت الوضع من بعده ، فماذا كان يمثّل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟!
كان يمثّل المرجعيّة المعصومة والقيادة الواحدة ، فيثبت من ذلك أنّ الطريق الوحيد لعصمة الأمّة هو وجود قيادة إلهيَّة معصومة ، وهذا ما تتبنّاه الشّيعة ، ومن هنا كان من الضروريِّ أن ينصب الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم إماماً لقيادة المسلمين ، والذي ينكر التنصيب ـ بمعنى أنّ الله لم يعيِّن إماماً ـ يكون بذلك نسب سبب الضلالة إلى الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فهذا هو مفهوم الإمامة ، ولا أتصوَّر أنّ أحداً من المسلمين ينكر الإمامة كضرورة ومفهوم ، ولكنّ الخلاف كل الخلاف في مصاديق الإمامة الخارجيَّة ، فإنّ الشيعة تعتقد أنّ الإمامة جارية في ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام ، ولم يكن هذا مجرّد افتراض جادت به قريحة الشيعة ، وإنما هو نص قرآني وحديث نبوي ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما جاء في الحاكم : أوحى إليَّ في عليٍّ ثلاثة : أنّه سيِّد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغرِّ المحجَّلين (١) ، وحديث جابر بن عبدالله قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو آخذٌ بضبع علي بن أبي طالب عليهالسلام وهو يقول : هذا إمام البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله (٢) ،
__________________
١ ـ المستدرك ، الحاكم : ٣ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، المناقب ، الخوارزمي : ٣٢٨ ح ٣٤٠ ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٤٢ / ٣٠٢ ، أسد الغابة ، ابن الأثير : ١ / ٦٩ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ١ / ٧٨ و ٩ / ١٢١ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٩ / ١٦٩ ، الدرّ المنثور ، السيوطي : ٤ / ١٥٣.
٢ ـ المستدرك ، الحاكم : ٣ / ١٢٩ ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، تأريخ بغداد ، الخطيب البغدادي : ٣ / ١٨١ ، رقم : ١٢٠٣ و ٤ / ٤٤١ ، رقم : ٢٢٣١ ، فتح الملك العلي ، المغربي : ٥٧ ،