وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : مرحباً بسيِّد الموحِّدين ، وإمام المتقين ، وعن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الأئمة من ولدي ، فمن أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، هم العروة الوثقى ، والوسيلة إلى الله جلَّ وعلا (١) ، ومئات الأحاديث.
فما ذنب الشيعة بعد ذلك إذا والوا علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وأخذوا دينهم منه ، فهو المسار الطبيعي للرسالة ، ولو لاه لم يعرف للدين معنى.
ولذلك نجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أكّد كثيراً على ضرورة الإمامة ، وإمامة عليِّ بن أبي طالب عليهالسلام بالذات ، وهذا هو التشيُّع ، فهل لكم معنى آخر للتشيُّع حتى تنسبوه إلى عبدالله بن سبأ؟! بل كلمة الشيعة نفسها لم تكن مصطلحاً غريباً على الأمّة الإسلاميّة ، فقد عمل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على تثبيت هذا المصطلح وتأصيله في ذهنيَّة الأمّة الإسلاميّة ، كما جاء في حديث جابر قال : كنّا عند النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل عليٌّ عليهالسلام ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « والذي نفسي بيده ، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة » فأنزل قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (٢) ، وكما جاء عن ابن عباس قال : لمَّا أنزل الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : هم أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيَّين ، ويأتي عدوُّك
__________________
المناقب ، الخوارزمي : ١٧٧ ح ٢١٥ ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٤٢ / ٢٢٦ و ٣٨٣ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ١١ / ٦٠٢ ح ٣٢٩٠٩ ، فيض القدير ، المناوي : ٤ / ٤٦٩ ح ٥٥٩١.
١ ـ ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي : ٢ / ٣١٨ ح ٩١٨.
٢ ـ سورة البيِّنة ، الآية : ٧.