فقال : أبو عبدالله عليهالسلام : يا حمران! سل الشاميَّ ، فما تركه يكشر (١).
فقال الشامي : أرأيت ـ يا أبا عبد الله ـ أناظرك في العربية.
فالتفت أبو عبدالله عليهالسلام فقال : يا أبان بن تغلب! ناظره ، فناظره فما ترك الشامي يكشر.
قال : أريد أن أناظرك في الفقه.
فقال أبو عبدالله عليهالسلام : يا زرارة! ناظره ، فما ترك الشامي يكشر.
قال : أريد أن أناظرك في الكلام.
فقال : يا مؤمن الطاق! ناظره ، فناظره فسجل الكلام بينهما ، ثمَّ تكلَّم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به.
فقال : أريد أن أناظرك في الاستطاعة.
فقال للطيار : كلِّمه فيها.
قال : فكلَّمه فما تركه يكشر.
فقال : أريد أناظرك في التوحيد.
فقال لهشام بن سالم : كلِّمه ، فسجل الكلام بينهما ، ثمَّ خصمه هشام.
فقال : أريد أن أتكلَّم في الإمامة.
فقال لهشام بن الحكم : كلِّمه يا أبا الحكم فكلَّمه فما تركه يريم ولا يحلي ولا يمري.
قال : فبقي يضحك أبو عبدالله عليهالسلام حتى بدت نواجذه.
فقال الشامي : كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟
قال : هو ذلك ، ثمَّ قال : يا أخا أهل الشام ، أمَّا حمران فحزقك فحرت له فغلبك بلسانه ، وسألك عن حرف من الحقِّ فلم تعرفه.
__________________
١ ـ كشَّر عن أسنانه ، كشف عن أسنانه ، أرعده.