فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا بم تخلِّفوني فيهما ، ومن المعلوم أنّ القرآن معصوم ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأهل البيت متلازمون معه إلى الحوض ، فإن كان يأتيهم الباطل كانوا حتماً يفترقون عن القرآن ، وهذا ما أكَّد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على عدمه بـ ( لن ) التي تفيد التأبيد ( لن يفترقا ) وغيره من النصوص الدالّة على ذلك مثل قوله : عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ مع عليٍّ ، يدور معه حيثما دار (١) ، وبذلك تكون الآية نصّاً في ولاية أهل البيت عليهمالسلام ، وعلى رأسهم عليٌّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فيكون معنى الآية : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وعليَّ بن أبي طالب ، وأولاده الأحد عشر (٢) ، وغيرها من الآيات الدالّة على ذلك ، فبعضها نصٌّ في الأمر ، وبعضها ظاهر الدلالة ، ويمكنك أن تراجع في ذلك كتاب ابن حجر ( الصواعق المحرقة ) باب ما نزل في أهل البيت عليهمالسلام من القرآن (٣).
وبعدما وضعت لاقطة الصوت وانصرفت ، لم يعقّب الوهابي المتحدِّث
__________________
١ ـ تقدَّمت تخريجاته.
٢ ـ روى القندوزي الحنفي في ينابيع المودة : ١٠٤ ، منشورات مؤسَّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، و ٣ / ٢٨٩ ط. أسوة عام ١٤١٦ ، قال ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقاً أن الخلفاء من بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش ، وفي البخاري من ثلاثة طرق ، وفي مسلم من تسعة طرق ، وفي أبي داود من ثلاثة طرق ، وفي الترمذي من طريق واحد ، وفي الحميدي من ثلاثة طرق. ففي البخاري عن جابر رفعه : يكون من بعدي اثنا عشر أميراً ، فقال كلمة لم أسمعها ، فسألت أبي : ماذا قال؟ قال : قال كلهم من قريش ، وفي مسلم عن عامر بن سعد ، قال : كتبتُ إلى ابن سمرة : أخبرني بشيء سمعته من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكتبت إليَّ : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم عشية رجم الأسلمي يقول : لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
٣ ـ ص ٢٢٠.