قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (١) فنقول نحن كما قال الله سبحانه وتعالى : إنّ بعض الصحابة انقلبوا ، وهم الأكثريّة ، ولا نزيد على ذلك ، وكذلك نقول عندما يقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما جاء في البخاري ومسلم.
روى البخاري في تفسير سورة المائدة ، باب ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) وتفسير سورة الأنبياء ، كما رواه الترمذي في أبواب صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الحشر ، وتفسير سورة طه : ( وإنه يجاء برجال من أمتي ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا ربّ! أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) (٢) ، فيقال : إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم ، مذ فارقتهم ) (٣).
وروى البخاري في كتاب الدعوات ، باب الحوض ، وابن ماجة في كتاب المناسك ، باب الخطبة يوم النحر ، كما أورده أحمد بن حنبل بطرق متعدّدة : ( ليردنّ عليَّ ناس من أصحابي الحوض ، حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني ، فأقول : أصحابي ، فيقال : لا تدري ما أحدثوا بعدك ) كما رواه مسلم أيضاً في كتاب الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الحديث أربعين (٤).
وهنا قاطعني الوهابي قائلا : إنّ سؤالي محدّد ، فما رأيك مثلا في السيِّدة
__________________
١ ـ سورة آل عمران ، الآية : ١٤٤.
٢ ـ سورة المائدة ، الآية : ١١٧.
٣ ـ صحيح البخاري : ٤ / ١١٠ و ٥ / ١٩١ ـ ١٩٢ ، صحيح مسلم : ٨ / ١٥٧ ، مسند أحمد ابن حنبل : ١ / ٢٣٥.
٤ ـ صحيح البخاري : ٧ / ٢٠٧ ، سنن ابن ماجة : ٢ / ١٠١٦ ، مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٤٣٩ ، صحيح مسلم : ٧ / ٧٠ ـ ٧١.