وسعيد بن العاص ، فمنعا من ذلك ، حتى كادت تقع فتنة.
وقيل : إن عائشة ركبت بغلة شهباء ، وقالت : بيتي لا آذن فيه لأحد ، فأتاها القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، فقال لها : يا عمَّة! ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر ، أتريدين أن يقال : يوم البغلة الشهباء؟ فرجعت.
واجتمع مع الحسين بن علي عليهماالسلام جماعة وخلق من الناس ، فقالوا له : دعنا وآل مروان ، فوالله ما هم عندنا إلاَّ كأكلة رأس.
فقال : إن أخي أوصاني أن لا أريق فيه محجمة دم (١).
وروى أبو الفرج الإصفهاني ، عن عمير بن إسحاق قال : كنت مع الحسن والحسين عليهماالسلام في الدار ، فدخل الحسن المخرج ، ثمَّ خرج فقال : لقد سقيت السمَّ مراراً ، ما سقيته مثل هذه المرَّة ، ولقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلِّبها بعود معي ، فقال له الحسين عليهالسلام : من سقاكه؟ فقال : وما تريد منه؟ أتريد أن تقتله؟ إن يكن هو هو فالله أشدُّ نقمة منك ، وإن لم يكن هو فما أحبُّ أن يؤخذ بي بريءٌ.
ودفن الحسن عليهالسلام في جنب قبر فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في البقيع ، في ظلّة بني نبيه ، وقد كان أوصى أن يدفن مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فمنع مروان بن الحكم من ذلك ، وركبت بنو أميَّة في السلاح ، وجعل مروان يقول : يا رُبَّ هيجا هي خير من دعة ، أيدفن عثمان في أقصى البقيع ويدفن الحسن عليهالسلام في بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ والله لا يكون ذلك أبداً وأنا أحمل السيف ، فكادت الفتنة تقع.
وأبى الحسين عليهالسلام أن يدفنه إلاَّ مع النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال له عبد الله بن جعفر : عزمت عليك بحقّي ألا تكلَّم بكلمة ، فمضى به إلى البقيع ، وانصرف مروان بن
__________________
١ ـ تأريخ اليعقوبي : ٢ / ٢٢٥.