الحكم.
وقال علي بن طاهر بن زيد : لمَّا أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا ، واستنفرت بني أميَّة ; مروان بن الحكم ، ومن كان هناك منهم ومن حشمهم ، وهو القائل :
فيوماً على بغل |
|
ويوماً على جمل (١) |
وروى الشيخ الطوسي عليه الرحمة ، عن ابن عباس ما جاء في وصيَّة الإمام الحسن بن علي عليهماالسلام لأخيه الحسين عليهالسلام ، ومما جاء فيها : فإنّي أوصيك ـ يا حسين ـ بمن خلَّفت من أهلي وولدي وأهل بيتك ، أن تصفح عن مسيئهم ، وتقبل من محسنهم ، وتكون لهم خلفاً ووالداً ، وأن تدفنني مع جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإني أحقُّ به وببيته ممن أدخل بيته بغير إذنه ، ولا كتاب جاءهم من بعده ، قال الله تعالى فيما أنزله على نبيِّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في كتابه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ ) (٢) ، فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير إذنه ، ولا جاءهم الإذن في ذلك من بعد وفاته ، ونحن مأذون لنا في التصرُّف فيما ورثناه من بعده ، فإن أبت عليك الامرأة فأنشدك بالقرابة التي قرَّب الله عزَّوجلَّ منك ، والرحم الماسّة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا تهريق فيَّ محجمة (٣) من دم حتى نلقى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنختصم إليه ، ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده. ثم قبض عليهالسلام.
قال ابن عباس : فدعاني الحسين عليهالسلام وعبد الله بن جعفر وعلي بن عبدالله بن العباس ، فقال : اغسلوا ابن عمِّكم ، فغسلناه وحنّطناه وألبسناه أكفانه ، ثمَّ خرجنا به حتى صلَّينا عليه في المسجد ، وإن الحسين عليهالسلام أمر أن يفتح البيت ،
__________________
١ ـ مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الإصفهاني : ٤٨ ـ ٤٩.
٢ ـ سورة الأحزاب ، الآية : ٥٣.
٣ ـ المحجمة : أداة الحجم ، والقارورة التي يجمع فيها دم الحجامة.