١٥٥ ـ وكمّلت مئة فيها حمامتها |
|
وأسرعت ، حسبة ، في ذلك العدد (١) |
ولا يجوز الجمع بين الباء ، والهمزة ، ولا بين الباء ، والتشديد ، لا تقول : أذهبت بزيد.
[فإن قلت] : فقد جاء : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ)(٢) وتنبت : مستقبل : أنبتت. وأنبت : منقول من : (نبت).
[قلت] : قد قال : إنّ أنبت يجيء لازما ، ومتعديا.
[قال الشاعر] :
١٥٦ ـ رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم |
|
قطينا لهم ، حتى إذا أنبت البقل (٣) |
وإذا كان كذلك استجاز التعدي بالباء. وقيل : الباء بمعنى (مع) أي : تنبت ما تنبت ومعه الدّهن. وقيل : الباء زائدة ، كقوله تعالى : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)(٤)(وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا)(٥)(جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها)(٦) و : بحسبك زيد ، و : كفى بنا فضلا.
[فإن قلت] : فقد قرئ (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ)(٧).
[قلت] : كذلك. أي : يذهب الأبصار. وحذف الجار من نحو قولك : مررت بزيد ، وعجبت من عمرو ، محمول على الضرورة. وقد جاء منه شيء صالح. أعني حذف الجار في التنزيل ، وغيره.
قال الله تعالى : (وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ)(٨) أي : لأولادكم. وقال : (وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ)(٩) أي : على عقدة النكاح ، فحذف الجار. [قال الشاعر] :
١٥٧ ـ آليت حبّ العراق ، الدّهر ، أطعمه |
|
والحبّ يأكله في القرية السّوس (١٠) |
قال : التقدير : آليت على حبّ العراق ، فحذف (على). ولا تحمله على : زيدا ضربته ، على تقدير : آليت ، لا أطعم حب العراق ، الدهر ، أطعمه ، لأنه يلزم [منه](١١) حذف (لا) مع الفعل ، وإن فسر الفعل ، كما قاله أبو العباس (١٢). وقد جاء من الأفعال ، أفعال تستعمل معها الحروف
__________________
(١) البيت من البسيط ، للنابغة الذبياني ، في : ديوانه ١٦.
(٢) ٢٣ : سورة المؤمنون ٢٠.
(٣) البيت من الطويل ، لزهير بن أبي سلمى ، في ديوانه : ٣٧ ، والمغني ١ : ١٠٢ ، والتاج (نبت) ٥ : ١١١.
(٤) ٢ : سورة البقرة ١٩٥.
(٥) ٤ : سورة النساء ٤٥.
(٦) ٤٢ : سورة الشورى ٤٠.
(٧) ٢٤ : سورة النور ٤٣ ، وهي قراءة : أبي جعفر ، والجحدري ، وابن القعقاع. إعراب القرآن ـ للنحاس ٢ : ٤٨٤ ، ومجمع البيان ٧ : ١٤٧ ، وتفسير القرطبي ١٢ : ٢٩٠ ، والنشر ٢ : ٣٣٢.
(٨) ٢ : سورة البقرة ٢٣٣.
(٩) ٢ : سورة البقرة ٢٣٥.
(١٠) البيت من البسيط ، للمتلمس ، في : ديوانه ٩٥ ، والكتاب ١ : ٣٨ ، والتحصيل ٦٨ ، الخزانة ٦ : ٣٥١ ، وبلا نسبة في : المغني ١ : ٩٩ ، ٢٤٥ ، ٢ : ٥٩٠ ، ٦٠٠ ، والأشموني ٢ : ٢٦٥ ، وشفاء العليل ١ : ٤٣٤.
(١١) في الأصل بياض.
(١٢) أي : المبرد.