[الثامن] : مررت بالرجل الحسن وجهه.
[التاسع] : مررت بالرجل الحسن الوجه.
[العاشر] : مررت بالرجل الحسن الوجه. على البدل. هذه المسائل الثلاث : الأخيرة بالألف واللام. والسبع الباقية بغيرهما.
[والثالث] : من وجوه الإضافة التي ليست بمحضة : إضافة (أفعل) إلى ما هو بعض منه.
تقول : زيد أفضل القوم. ف (زيد) بعض القوم ، لكن فضله يزيد على فضل القوم. و (أفعل) هذه تستعمل على ثلاثة أوجه :
[أحدها] : أن تستعمل مع (من). تقول : زيد أفقه من عمرو.
[الثاني] : أن تستعمل مضافا ، كقولك : زيد أفقه القوم.
[الثالث] : أن تستعمل مع الألف ، واللام. فأما إذا استعمل مع (من) فإنه لا يثنى ، ولا يجمع ، ولا يؤنث. لأنك ، إذا قلت : زيد أفقه من عمرو ، فمعناه : يزيد فقهه على فقه عمرو. فلما تضمن المصدر ، والمصدر : لا يثنى ، ولا يجمع ، فكذا هذا. وإذا كان معه (من) لم يلزم أن يكون ما بعد (من) من جنس ما قبله ، بل يجوز أن يكون من جنسه ، ومن غير جنسه. تقول : زيد أفضل من القوم ، وزيد أفضل من الفرس ، والياقوت أفضل من الحجارة.
[وأما] أن يكون مضافا ، ففيه وجهان : التثنية ، والجمع ، والإفراد. وقد جاء في التنزيل : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ)(١). ولم يجمع ، بل أفرد. وإذا كان كذلك ، فاعتراض من اعترض على ثعلب ، في قوله : فاخترنا أفصحهنّ ، أنه لو قال : فصحاهن ، لكان أفصح : ساقط لأنه قال : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ) فأفرد. ولم يجمع. فثبت أن الإفراد مع الإضافة ، أحسن من : التثنية ، والجمع ، والتأنيث [٩٤ / أ]. لكنه لو اعترض عليه في إجازته : زرّه ، بالأوجه الثلاثة ، لكان على موضعه ، لأنه ، لا يجوز إلا الضم في : زرّه ، لأنه ، كأنه قال : زروا. فهذا النوع يلزم أن يكون بعض ما أضيف إليه. فتقول : زيد أفضل القوم. ولا تقول : أفضل الحمير ، لأنه ، ليس منها. فعلى هذا ، تقول : زيد أفضل الأخوة ، ولا تقول : أفضل إخوته. لأنك ، لما قلت : أفضل إخوته ، أخرجته منهم ، بدلالة قولك : من إخوته؟. فتقول : بكر ، وخالد ، وفضل ، ولا تقول : زيد. ولو قال : من الإخوة؟ : عددت فيهم زيدا.
[وأما] : أن يكون (أفعل) مستعملا بالألف ، واللام. كقولك : زيد الأفضل. فيجوز فيه : التثنية ، والجمع. فتقول : زيد الأفضل ، والزيدان الأفضلان ، والزيدون الأفضلون. وهند الفضلى والهندان الفضليان ، والهندات الفضل. فأفعل هذه لا تستعمل معها (من) لاستغنائها بالألف واللام الموجب للتعريف عن التخصيص ب (من).
[قال الشاعر] :
__________________
(١) ٢ : سورة البقرة ٩٦.