في الوصل ، إجراءا للوصل مجرى الوقف. [قال الراجز] :
٢٨٠ ـ ببازل وجناء ، أو عيهلّ |
|
كأنّ مهواها على الكلكلّ (١) |
[وقال الآخر] :
٢٨١ ـ أنا أبو النّجم ، وشعري شعري (٢)
وللاثنين ، والجماعة : نحن : ذكورا كانوا أم إناثا. واستوى الاثنان والجمع ، في ذلك ، لأن الاثنين جماعة. ألا ترى أنه [قال] :
٢٨٢ ـ ... |
|
ظهراهما مثل ظهور التّرسين (٣) |
فقال : ظهور ، وهو يريد اثنين. وقال الله تعالى : (فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ)(٤).
والإجماع منعقد على أنّ الاثنين منهم ، يحجبان الأم من الثلث ، إلى السدس. وجاءت (نحن) مبنية ، لأنها اسم مضمر. والمضمر [١١١ / أ] يشبه الحرف ، حيث لا يلزم معناه في الأحوال كلها. وحرك لالتقاء الساكنين. واختير الضم ، لمّا كان موضوعا للجمع ، وقد تعورف الضم ، والواو في باب الجمع ، نحو : (اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ)(٥)(وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)(٦).
وللمخاطب (أنت). و (أن) هو الاسم ، لأنه هو : أنا للمتكلم. والتاء : حرف خطاب ، لا محل لها من الإعراب ، وإنما الحكم ل (أن) إلا أنه سكنت النون مع التاء استخفافا ، لتوالي متحركات.
فإذا خاطبت الاثنين ، قلت : أنتما. والتاء ، والميم للخطاب ، وليست (أنتما) تثنية (أنت) إذ لو كانت تثنيته ، لقلت : أنتان. وإذا خاطبت الجماعة ، قلت : أنتم. والأصل (أنتمو) بالميم ، والواو.
والواو أصل ، بدلالة أنه بإزاء (أنتنّ) للنّسوة. والواو كالنون الثانية ، إلا أنها حذفت استخفافا. وجاز حذفها ، لأن الميم ، وحدها ، دلت على الجماعة ، لما كان الاثنان مع ميمهما ألف. ولو كان (أنتم) جمعا ل (أنت) لكان : أنتون ، في الرفع. و : أنتين ، في النصب ، والجر.
وللغائب المذكر (هو) ، وللمؤنث (هي). والواو ، والياء ، هاهنا ، أصلان من الكلمة ، وليسا زائدين ، بخلافهما في : هذا له ، ومررت به لأن الواو ، والياء هاهنا ، زائدان ، لسقوطهما في الوقف ،
__________________
(١) من الرجز ، سبق ذكره (٢٣).
(٢) من الرجز ، لأبي النجم العجلي ، وبعده :
لله درّي ما أجنّ صدري
وهو في : الخصائص ٣ : ٣٣٧ ، وابن يعيش ١ : ٩٨ ، ٩ : ٨٣ ، والخزانة ١ : ٤٣٩ ، ٨ : ٣٠٧ ، ٩ : ٤١٢.
(٣) البيت من السريع ، لخطام المجاشعي ، وصدره :
ومهمهين قذفين مرتين |
|
... |
في : الكتاب ٢ : ٨٤ ، والتحصيل ٦٤ ، والخزانة ٢ : ٤٨ ، ٤ : ٣٠٢ ، ٧ : ٥٣٩ ، ٥٤٤ ، ٥٤٧ ، ٥٤٨ ، ٥٧٢ ، ولهميان بن قحافة في الكتاب ٣ : ٦٢٢.
وبلا نسبة في : ابن يعيش ٤ : ١٥٥ ، ١٥٦ ، والأشموني ٤ : ٣٥٣ ، وشفاء العليل ١ : ١٦٣.
(٤) ٤ : سورة النساء ١١.
(٥) ٢ : سورة البقرة ١٦.
(٦) ٢ : سورة البقرة ٢٣٧.