أخبرني الحسين بن عليّ الصّيمريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت أبي يقول : لا يكتب عن محمّد بن سلّام الحديث ، رجل يرمى بالقدر ، إنما يكتب عنه الشعر ، فأما الحديث فلا. قال أحمد : وكان يحيى بن معين قد ذهب كتب عنه. كتبت أنا ليحيى بن معين النسب عنه بخطي ، وسمعت القواريري يقول : كنت أمر بزائدة بن أبي الرقاد وهو ملقى على بابه ، وكتبت عنه حديثه ، وكان عنده درج كتبت كل شيء كان عنده ، وأنكر هذا الحديث الذي حدّثنا به محمّد بن سلّام.
قلت : يعني حديث زائدة الذي رويناه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان ، وعبيد الله بن أحمد بن عليّ الصّيرفيّان قالا : حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : كان محمّد بن سلّام له علم بالشعر والأخبار.
أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب الكاتب ، حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا الحسين بن فهم قال : قدم علينا محمّد بن سلّام سنة اثنتين وعشرين ومائتين ، فاعتل علة شديدة ، فما تخلف عنه أحد ، وأهدى إليه الأجلاء أطباءهم ، وكان ابن ماسويه ممن أهدى إليه ، فلما جسه ونظر إليه قال له : ما أرى من العلة كما أرى من الجزع! فقال : والله ما ذاك لحرص على الدّنيا مع اثنتين وثمانين سنة ؛ ولكن الإنسان في غفلة حتى يوقظ بعلة ، ولو وقفت بعرفات وقفة ، وزرت قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم زورة ، وقضيت أشياء في نفسي ، لرأيت ما اشتد عليّ من هذا قد سهل. فقال له ابن ماسويه : فلا تجزع ، فقد رأيت في عرقك من الحرارة الغريزية وقوتها ما إن سلمك الله من العوارض بلغك عشر سنين أخرى. قال الحسين بن فهم : فوافق كلامه قدرا ، فعاش محمّد عشر سنين بعد ذلك ، ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وأخبرني أحمد بن محمّد ، حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله بن قفرجل ، حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا الفضل بن الحباب أبو خليفة القاضي قال : ابيضت لحية محمّد بن سلّام ورأسه وله سبع وعشرون سنة. وسمعته يقول : أفنيت ثلاثة أهلين تزوجت وأطفلت فماتوا ، ثم فعلت مثل ذلك فماتوا ، ثم فعلت الثالثة فماتوا ، وها أنا ذا