(١٧) أبوذر الغفاري
الربذة قرية من توابع المدينة المنوّرة ، وفيها قبر أبي ذر الغفاري ، جندب بن جنادة. ذكرت المصادر أنّ أباذر إعترض على تصرفات الخليفة عثمان بن عفّان في تقسيم العطاء ، فخرج مغاضبا ، وقيل إنّ الخليفة نفسه كان قد نفاه إلى الربذة ، حيث توفي بها سنة ٣٢ ه / ٦٥٣ م ، كما تنقل الأخبار ، وليس معه أحد إلّا إبنته.
وبالغت المرويات في طريقة نفي أبي ذر ، وكيف خرج على «قتب ناقته بغير وطاء ، ثم أنجوا به الناقة ، وتعتعوه» حتى وصل الربذة ، حيث أخرجوه من المدينة «متعتعا ملهوزا بالعصي».
زار العلّامة الشيخ عبد الهادي الفضلي سنة ١٤٠٩ ه / ١٩٨٩ م ـ الربذة التي تقع شرقي منطقة الحجاز ، وتعرف أطلالها بالبركة ، وقال : «ضللنا الطريق أكثر من مرّة في صحراء جرداء قاسية ، وبعد وصولنا إلى جبل السنام ، إنحدرنا إلى الربذة ، وهي تبعد خمسة عشر كيلومترا عن الجبل».
وقد وصف الفضلي الموضع الذي عليه الربذة ، مما يدلّ على أنّ المنطقة مهجورة بالكامل. قال : «في الربذة بئر ماء صالحة للاستعمال ، وبركة إسطوانية الشكل ، كبيرة جدّا ، إلى جنبها حوض ماء مستطيل. وبالقرب منها مسجد كبير متهدّم ، وفيه محل وضوء يمين القبلة».