(٦) الشيخ الكليني
محمد بن يعقوب الكليني الرازي الملقّب بثقة الاسلام ، ومن المجدّدين على رأس القرن الثالث الهجري. من فقهاء الشيعة ومحدّثيهم. كتب كتاب (الكافي) في علوم الدين الذي يعدّ من الموسوعات الحديثيّة الأولى في تاريخ الاسلام ، ورتّبه على أصول ، وفروع ، وروضة. وهو مطبوع مشهور متداول في ثمانية أجزاء ، وهو واحد من أربعة كتب في علم الحديث عند الشيعة ، ألّفها إثنان آخران من الفقهاء المحدّثين هما : الشيخ الصدوق ، وشيخ الطائفة الطوسي.
استغرق الكليني عشرين عاما في جمع مادة كتابه ، وتصنيفه ، وقد نال احترام جميع طبقات العلماء منذ عهد تأليفه.
وصفه الشيخ علي بن عبد العالي الشهير بالمحقّق الكركي المتوفى سنة ٩٤٠ ه / ١٥٣٤ م بقوله : «الكتاب الكبير في الحديث الذي لم يعلم مثله».
ويلاحظ أنّ كتاب الكافي ، وغيره من كتب الحديث الشيعيّة والسنيّة على السواء تضمّنت الكثير من الأحاديث غير الموثّقة ، الضعيفة والمدسوسة ، المصمّمة للإساءة إلى الأئمة وأصحابهم بما هو بعيد عن واقع حالهم.
قال العلّامة السيد محمد مهدي بحر العلوم : كتاب الكافي الذي صنّفه هذا الامام (طاب ثراه) ، كتاب جليل عظيم النفع ، عديم النظير ، فائق على جميع كتب الحديث بحسن الترتيب ، وزيادة الضبط والتهذيب ، وجمعه للأصول