(١٠) الشيخ المفيد
الشيخ المفيد هو محمد بن محمد بن النعمان المعروف بابن المعلّم. أصله من قرية سويقة من قرى عكبرا العائدة لناحية الدجيل ، التي تبعد عن بغداد قرابة عشرة فراسخ.
عاش الشيخ المفيد في فترة ما بعد عصر الأئمة (ع) ، عصر الغيبة الكبرى ، وقد استطاع أن يسدّ الفراغ في الفكر الشيعي بما ألّف وحرّر في مختلف مجالات الدراسات العقلية.
كان الشيخ المفيد يشرف أيام الحكم البويهي للعراق على المنظومة الثقافية الدينيّة للبلاد. وكانت مدرسته ببغداد قد خرّجت كبار العلماء الذين يعتزّ بهم تاريخ الفكر الانساني ، أمثال : الشريف المرتضى علم الهدى. وشيخ الطائفة الطوسي ، والشيخ النجاشي صاحب كتاب الرجال.
ولد سنة ٣٣٨ ه / ٩٤٩ م ، وتوفي سنة ٤١٣ ه / ١٠٢٢ م ، ودفن بمشهد الامامين الكاظمين (ع) ، وقبره معروف داخل الحرم المطهّر.
قال في وصفه السيد مهدي بحر العلوم في «الفوائد الرجالية» : «شيخ مشائخ الأجلّة ورئيس رؤساء الملّة ، فاتح أبواب التحقيق بنصب الأدلة ، والكاسر بشقاشق بيانه الرشيق حجج الفرق المضلّة اجتمعت فيه خلال الفضل ، وانتهت إليه رئاسة الكلّ ، واتفق الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته. كثير المحاسن ، جم المناقب ، حاضر الجواب ، واسع الرواية ، خبيرا بالرجال والأخبار والأشعار ، وكان أوثق أهل زمانه في الحديث ، وأعرفهم بالفقه والكلام ، وكلّ من تأخّر عنه إستفاد منه».