٣ ـ يعتبر الإمام المؤلف من الباحثين الميدانيين ، حيث أخذ على عاتقه القيام بمهمة الكشف عن القبور وتعيينها.
وقد أظهر جملة من المراقد التي لم تكن معروفة في عصره ، ولم يشر هو نفسه إلى ذلك في كتاب المزار ، إلّا أنّ ما تناقله معاصروه عنه يجعله من العلماء الأوائل في هذا الميدان ، إن لم يكن الرائد الأول فيه.
ومن القبور التي تمّ تعيينها على يديه ، قبر الحمزة حفيد العباس بن علي بن أبي طالب (ع) المعروف بالحمزة الغربي ، الواقع قبره بالهاشمية ، قرب مدينة الحلّة ، وكذلك تعيينه لقبر الإمام الشهيد زيد بن علي بكناسة الكوفة ، حيث إعتقد أنّه موضع صلبه وحرقه.
٤ ـ يلاحظ أنّ ظهور المراقد ، وتعيينها كان قد تمّ في هذا العصر ، القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي بعد ما أصاب النسيان الكثير منها بسبب الإهمال ، وعدم القيام بتجديدها وتخليدها.
المنهج في تحقيق «المزار»
١ ـ جرى المؤلف على ذكر الأسماء دون أن يدخل بالتفاصيل. فلم يذكر عن حياتهم ، ولا تواريخ وفياتهم شيئا سوى الإشارة إلى مواضع دفنهم ، وإقبارهم. وكانت غايته فقط تعيين مواضع قبورهم حسبما وصل إليه من تتبّع في المصادر المحفوظة لديه ، أو طريقة التنقيب والاهتداء بالأثر.
وكان عملي منصبّا على توضيح ما أورده من أسماء الأنبياء ، والشهداء ، وأولاد الأئمة ، والعلماء ، والحديث عنهم بما يوفّر مادة مكمّلة ضمن منهج المؤلف نفسه دون الخروج عن مضامين الرسالة.
٢ ـ لم تكن «الهوامش» تستوعب أسماء الأعلام المترجمين لطولها ، ولبعض التفاصيل الواردة بها. لذلك ألحقت كلا منها بالفصل الخاص به على إنفراد ، بعد نهاية الفصل الذي أورد فيه مؤلفه أسماء أعلامه ، وجعلتها بعنوان «تعليقات» على ذلك الفصل.