عمارة العلوية (الحبّابة) ملوك القزويني
في منتصف التسعينات الهجرية / السبعينات الميلادية إنبرت عمّتنا العلوية ملوك بنت السيد موسى بن السيد جعفر بن السيد مهدي القزويني ، الملقّبة «بالحبّابة» لجلالة قدرها وفضلها ، لإصلاح المقبرة ، وإعادة إعمارها ، وأنفقت عليها مبالغ ضخمة مما كان يصلها من واردات أملاكها ، وعمّرت لها قبرا دفنت به سنة ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ م. وهي من مواليد سنة ١٣١٥ ه / ١٨٩٧ م. وكانت قد اقترنت بالسيد باقر بن السيد هادي القزويني ، ولم تطل حياتهما معا إلّا بضع سنوات ، حينما فاجأ المرض زوجها الباقر سنة ١٣٣٣ ه / ١٩١٥ م ، واخترم غصن شبيبته الغضّ. وهي شاعرة أديبة لها مجلس عامر بمدينة الحلّة تقصده الزائرات من أهل البلدة. وكانت العلوية (الحبّابة) فيه زهرته على تقدّمها بالعمر تفيض إشراقا. سلام الله على تلك الروح الطاهرة التي يعجز القلم أن يصور ومضة واحدة من ومضاتها.
نجت «المقبرة» بقدرة قادر من عمليات الدمار التي مرّت بها مدينة النجف خلال السنوات العشرين الأولى من القرن الخامس عشر الهجري ، التي تصادف السنوات العشرين الأخيرة من القرن العشرين الميلادي. فقد تعرّضت مدافن كبار العلماء بالنجف إلى الإبادة ، وتحوّلت قبورهم إلى ساحات عامة ، أو أراض عرضت لانشاء الفنادق ، والدور السكنية ، والمحلّات التجارية ، الغرض منها القضاء على تاريخ علماء النجف ، ومحو شواخصه الظاهرة ، وقطع الصلة بينه وبين الأجيال القادمة. لكنها لم تنج من تدابير الصيانة التي عفّت على معالمها الأثرية وغيّرتها. وقد طال ذلك أبواب الغرف الأثرية وما يلحق بها من القناديل الزجاجية والمرايا وآثار المزخرفات والأحجار التي أزيلت بعد هدم الجدران الفاصلة بين غرف المقبرة.