(٢٠) رشيد الهجري
رشيد الهجري من خاصّة الامام علي (ع) ، وتلامذته الذين تخرّجوا عليه. نسب إليه كما نسب لميثم التمار تضلعه بعلم المنايا والبلايا ، فكان يعرف مستقبل الأمور من حساباتها ، وله طريقة في ذلك.
أمّا هذه الطريقة فهي صحيحة ومتّبعه ، وقد نقل أمثالها في عصرنا هذا بوجود بعض المؤلفات التي تدلّ على كشف نتائج الحوادث بأزمانها.
وقد سمعت بحادثتين متداولتين في وقتهما :
الأولى : حدّثني بها صديقي النابغة الدكتور سيل أنور الملائكة حيث ذكر أنّ مجموعة من أسرة آل الملائكة كانت تقيم جلسة أسبوعية في أحد بيوت الملائكة ، وفي ذلك الأسبوع كانت الجلسة قد إنعقدت بدار الأستاذ جميل الملائكة. وممن حضر الجلسة قريب لهم هو عباس الچلبي ، وكان ضعيف البصر ، ناف عمره على الخمسين.
وكان لدى بعض أفراد أسرة الملائكة كتاب حول «تاريخ الحياة والممات» ، هو بقية صندوق ، فيه كتب جدّ الأسرة الشيخ عيسى الكبير. فجرى الحديث حوله فأخذ عباس الچلبي الكتاب على سبيل التحدي ، وبدأ يحسب في جداوله ، وطرائقه ، فحصل على نتيجة مفادها أنّه يموت «بعد أسبوع واحد ، الساعة الحادية عشرة ليلا ، يوم الخميس». ولم يحمل الموضوع محمل الجدّ من قبل جميع الحاضرين ، ومنهم الچلبي نفسه.