(١١) شيخ الطائفة الطوسي
الشيخ محمد بن الحسن الطوسي الملقّب بشيخ الطائفة (ت : ٤٦٠ ه / ١٠٦٨ م). من زعماء المسلمين الكبار في العصر البويهي. احتلّ مكانته بين علماء عصره ، ومتكلميه. تتلمذ على يد الشيخ المفيد ، والشريف المرتضى ، واستفاد منهما. وبعد وفاة الشريف المرتضى سنة ٤٣٦ ه / ١٠٤٤ م إنتهت الزعامة إليه. وكانت مدرسته ببغداد محطّة للعلم تخرّج منها ما يقرب من ثلاثمائة عالم.
وبعد إتخاذه مدينة النجف مركزا لنشاطه العلمي عام ٤٤٨ ه / ١٠٥٦ م ، وإزدهارها بحلقات التدريس وتخريج الفقهاء بما لم تشهد المدينة نشاطا قبله ، عرف بلقب «مؤسس جامعة النجف الدينية» ، الأمر الذي دعا بعض الكتّاب الاعتقاد بأنّ مركز النجف العلمي كان قد تأسّس على يد الشيخ الطوسي.
والواقع أنّ تأسيسه كان قد تمّ على يد الأئمة من أولاد الامام علي (ع) منذ أن دفن فيه جسد الامام ، عليهالسلام. وهو ظاهر معروف من ذلك الوقت ، خلافا لما أبتدع من قصة ظهور القبر الشريف زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد ، وتشييد بنائه في قصة موهومة مفتعلة.
ومرقد شيخ الطائفة لا يزال في داره التي تحوّلت إلى مسجد ، ويعدّ من معالم النجف الشاخصة. وقد طالت يد العبث بآثار النجف ، فهدّمت القباب والمراقد والبيوت الأثرية في ظلّ ظروف الحرب العراقية الإيرانية (١٤٠٠ ـ ١٤٠٨ ه / ١٩٨٠ ـ ١٩٨٨ م) ، إلّا أنّ مسجد شيخ الطائفة ومرقده سلما من الهدم.