أساتذته
ولقد قرأ ، وحضر وتلمذ حتى إشتهر على أساتيذ عصره ، وفحول مصره من العرب والعجم.
منهم : العلم العلّامة الفقيه النبيه الشيخ موسى (١) نجل المرحوم الأستاذ الأكبر الشيخ جعفر النجفي (صاحب كشف الغطاء).
وممن أخذ منه ، وروى عنه من مهرة الفنّ ، النحرير المدقّق ، والنيقد المحقق الأستاذ الوحيد ، والعلّامة الفريد الشيخ علي (٢) إبن الشيخ جعفر المتقدّم الذكر ، وهو يومئذ متحلي بحلية الاجتهاد ، ومرتقي أعلى مراتب الاستعداد ، فقلّد جيد (نفائسه) بحلية إجازته ، وطرّز جبهة هذا الكتاب بما نسجته بديهة فصاحته ، بعد أن أجال نظره فيه ، وأحاط بظاهره وخافيه ، فأجازه وأذن له أن يروي عنه كلّ ما يرويه.
وهذا الكتاب هو كتاب «نفائس الأحكام» ، حسن جدّا ، غزير الفروع سلك فيه مسلك التفريع مع الاشارة إلى الدليل ، كما سيجيء في تعداد مصنّفاته.
ومنهم : صاحب (أنوار الفقاهة) العالم الفاضل ، والوحيد الذي ليس له من مساجل ، الشيخ حسن (٣) نجل الشيخ جعفر (المتقدّم الذكر) حضر عليه
__________________
(١) الشيخ موسى كاشف الغطاء ، الملقّب «بالمصلح بين الدولتين» ، حيث توسّط في إطلاق سراح الأسرى العثمانيين المعتقلين لدى الإدارة القاجارية. وقيل إنّه كان أحد الساعين في إبرام الصلح بين الدولتين الإيرانية والعثمانية سنة ١٢٣٧ ه / ١٨٢٢ م. ومن أعماله تجديد بناء سور النجف. توفي سنة ١٢٤١ ه / ١٨٢٦ م ، ودفن بمقبرتهم مع أبيه ، وعمره قارب الستين عاما.
(٢) الشيخ علي كاشف الغطاء. انتهت إليه الرئاسة العلمية بالنجف ، تخرّج على يديه مئات العلماء ، منهم : الشيخ مرتضى الأنصاري ، والسيد مهدي القزويني (صهره على ابنته) ، وغيرهما. وقد اشتهر بكتابه الخيارات. توفي سنة ١٢٥٣ ه / ١٨٣٧ م.
(٣) توفي الشيخ حسن كاشف الغطاء سنة ١٢٦٢ ه / ١٨٤٦ م. وقد كتب عنه ولده الشيخ عباس ترجمة فصّل فيها أحواله ، ومجريات حياته ، وفتاواه سمّاها «نبذة الغري في أحوال الحسن الجعفري».