ذلك ، فقيل إنّ المرقد الموجود بكربلاء هو للحلّي ، والذي في الحلّة للاحسائي.
ومن خلال دراستنا لحياة ابن فهد الحلّي ، ومكوثه في الحلّة طوال سني زعامته الدينيّة ، فإنّ الأقرب أن يكون قبره بها ، لا في غيرها من المدن. ولو كان قبره قريبا من مراقد الأئمة ملاصقا للحضرة المطهّرة لكان ذلك دلالة على وصيّة منه بدفنه. أمّا أن يدفن خارج حرم الأئمة ، فذلك ينبيء على أنّ هذا القبر ليس إلّا لشخص آخر. فيكون القبر الذي هو في كربلاء ألصق بالاحسائي منه إلى الحلّي. وهذا ما جزم به المؤلف الامام (قدس سرّه) ، وما دلّنا البحث عليه.
(٤٢) الشريف المرتضى
الشريف المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه / ٩٦٦ ـ ١٠٤٥ م) : علم الهدى ، ذو المجدين ، أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الامام موسى الكاظم (ع). من أعلام العلم في القرن الرابع الهجري. انتهت إليه الزعامة بعد استاذه الشيخ المفيد. وكان قد تولّى نقابة الطالبيين ، وأمارة الحج بعد وفاة أخيه الأصغر الشريف الرضي ، مضافا إلى النظر في المظالم والقضاء.
ألّف مؤلفات غزيرة أعتمدت كأصول للمذهب الشيعي في التفسير والكلام والعقائد والفقه والأصول ، وغير ذلك.
ومن مؤلفاته : الشافي في الامامة ، في الردّ على المعتزلة حقّقه العلّامة السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب ، ونشر في أربع مجلدات ، ورسائل الشريف المرتضى ، والشيب والشباب ، وأمالي المرتضى.
توفي بالكاظمية ، ودفن بداره ، وقيل : نقل بعدها إلى كربلاء مع جسد أخيه الرضي. وهو قول على شهرته لا ينهض بقيام الدليل على نقله.