ويأخذ أهل (المدحتية) مياههم من نهيّر يدعى (روبيانة) في مدخل القرية.
أقول : لا تزال السدانة منحصرة بعقب نجم بن هلال ، وهم من قبيلة شمّر (آل إجعفر).
وقد نقل في ورودهم إلى القبر أنّه اتفق أن مرّ ركب لعشيرة (شمّر) ، وكان من بينهم أولاد نجم بن هلال الستة ، وهم : (علي ، وحمد ، وكاظم ـ من أمّ واحدة ـ ، وموسى ، وعبيد ، وناعور ـ من أمّ واحدة ـ) فمرض (عليّ) مرضا شديدا ، وآيس منه أخوته ، لذلك رحلوا عنه ، وتركوه على حاله تطبّبه إمرأة كانت مسؤولة عن خدمة زائري قبر الحمزة. واستعاد (عليّ) المذكور عافيته ، وتزوج من المرأة ، وبقي معها مقيما في مكانه مستفيدا من تردد الزائرين إلى القبر. وبعد مدّة رجع إخوته فرأوه على خير ما يرام ، حتى أقاموا معه يتسلّمون الهدايا والنذور ، ويهتمون بخدمة الزوّار والقاصدين. ومن ذلك اليوم بقي نسلهم كما بقوا ، وأفخاذهم لا تزال موجودة.
السيد مهدي القزويني والكرامات الثلاثة
نقل الميرزا حسين النوري في كتابه (جنّة المأوى) ثلاث كرامات للإمام السيد مهدي القزويني. وكان النوري قد أثبتها نقلا عن نجله الثاني العلّامة السيد المرزه صالح المتوفى سنة ١٣٠٤ ه / ١٨٨٦ م. وذكر أنّ أخاه أبا المعزّ ذيّلها بخطّه.
وقد وقفت على نسخة الأصل ، وهي تقع في عشر صفحات. كتب السيد أبو المعزّ في آخرها أنّه روى الحكايات الثلاثة سماعا عن لفظ أبيه ، وروى الحكاية الأولى عن الحاج علي علوش الحلّي.
وكان تاريخ هذا التذييل في شهر رجب سنة ١٣٠٢ ه / أيّار ١٨٨٥ م أي بعد وفاة أبيه السيد مهدي بعشرين شهرا تقريبا ، وقبل وفاة أخيه السيد صالح بسنة ونصف السنة.