أمّا موضع قبره فهو الموضع الذي أثبته الامام القزويني ، وحدّده في كناسة الكوفة ، إلّا أنّ جسد الامام زيد لم يحرق ، كما شاع ذلك.
المرقد المطهر وموقع الكناسة
لم يذكر أحد من المؤرخين قبرا لزيد سوى ما نقله السيد القزويني من تعيين قبره. وقد كتب المحقق السيد عبد الرزاق المقرّم بحثا مفصّلا عن الامام زيد (ع) ، وعيّن قبره بكناسة الكوفة معتمدا على ما نقله السيد مهدي القزويني في تعيين قبره.
قال السيد المقرّم : ليس بالهين معرفة هذين الموضعين على سبيل القطع ، خصوصا موقع الكناسة ، مع ما لها من الشهرة ، وتكرار الذكر في صفحات التاريخ بمناسبة الحوادث الواقعة فيها ، حيث لم تكن خارطة تخطط أرجاءها ، ولا بقيت من آثارها ما يتعرف بها الأحوال إلّا أعلام دارسة ، وصور مجهولة ، كما هو الشأن في آثار الأمم البائدة ، والديار الخاوية ، فليس في وسع المنقّب الحزم بشيء منها إلّا بالتقريب بالوقوف على الرسوم والتلال ، أو الحفريات ، أو الركون إلى كلمات مستطردة خلال السير.
وحتى الآن لم يتسنّ لنا شيء من تلك القرائن سوى ما وجدناه في «فلك النجاة» للعلّامة الحجّة السيد مهدي القزويني (قدسسره) : «إنّ المشهد المعروف لزيد بن علي الذي يزار ويتبرك به ، محل صلبه وحرقه».
وهذه الكلمة من سيدنا البحّاثة يجب الاحتفاظ بها ، لما هو المعهود من غزارة علمه ، وسعة إحاطته. وقد وثق بها وأرسلها إرسال المسلّمات أخذا عن أوثق المصادر المتوفرة لديه. لذلك لم تترك لنا منتدحا عن الاذعان بأنّ هذا المشهد القائم في شرقي قرية ذي الكفل واقع في محل الكناسة.
ويشهد له أنّ الصلب وأشباهه مما يقصد فيه الارهاب وتمثيل قوة البأس ، وشدّة السلطان لا يكون إلّا في المحتشدات العامة ، ومختلف زرافات الناس.