إلّا أنّ الخوارزمي ذكر أنّ ولادته كانت سنة ٥٧ ه / ٦٧٧ م كما نقل عنه ذلك السيد كمونة في «مشاهد العترة». وهو الرأي الذي نذهب إليه.
درس زيد على يد أخيه الباقر (ع) ، فنشأ عالما متينا مفسّرا ، متكلّما ، بليغا ، بصيرا بعلم الجدل والمناظرات. وقد عرف بالعلم والفهم ، وعدّ من علماء آل محمد ، ومن سادات بني هاشم ، وعين أخوته بعد الباقر (ع) ، وأفضلهم (١).
وللإمام زيد العديد من المؤلفات الثابتة النسبة إليه ، إلّا أنّ الشكوك تطال نسخها المطبوعة ، فمن الصعب إثبات نسبتها إليه ، ككتاب الصفوة ، ومسند الامام زيد بن علي ، وتفسير غريب القرآن ، وتأويل مشكل القرآن. فهي مؤلفات فيها شيء من تراثه ، إلّا أنّ يد العبث كانت قد طالتها ، فمسختها.
أسهبت في الحديث عن قصة مقتل الامام زيد (ع) ، وتفاصيل ثورته ، ومحاولة تفكيك الرواية التي وردت منسوبة للطبري ، وغيره في المجلّد الأول من كتاب (تاريخ المؤسسة الدينية الشيعيّة) ، وخلص البحث أنّ الامام زيدا كان حاكما على العراق ، ولم تكن هناك ثورة كما صوّرتها المرويات ، كما لم تتمّ عملية قتله بهذه الطريقة الملفّقة التي دسّت في كتب المؤرّخين والمحدّثين.
أمّا حادثة صلبه ، وما اتصل بها من اتخاذ الفاختة جوفه عشّا لها ، أو ببقاء جسده مصلوبا منكسا مقطوع الرأس ، أربع سنوات كاملة ، وغير ذلك فلا واقع لها في سيرة هذا الامام العظيم.
أمّا شهادته فهي قطعا قائمة إلّا أنّ فاعليها مجهولون عندنا ، فلا بدّ أنّ مقتله كان قد تمّ بطريقة ما ، إلّا أنّها بلا شك ليست تلك التي رويت في كتب التاريخ بهذه الطريقة المريبة المفككة.
__________________
(١) الارشاد للشيخ المفيد ، ص ٢٦٨.