(ستة ذو الحليفة) (١) بضم الحاء وفتح اللام والفاء بعد الياء بغير فصل تصغير الحلفة بفتح الحاء واللام واحد الحلفاء. وهو النبات المعروف ، قاله الجوهري ، أو تصغير الحلفة وهي اليمين لتحالف قوم من العرب به ، وهو ماء على ستة أميال من المدينة. والمراد الموضع الذي فيه الماء ، وبه مسجد الشجرة ، والإحرام منه أفضل وأحوط للتأسي (٢) ، وقيل : بل يتعين منه لتفسير ذي الحليفة به في بعض الأخبار ، وهو جامع بينها (٣) (للمدينة والجحفة) (٤) وهي في الأصل مدينة أجحف
______________________________________________________
(١) فهو ميقات للمدينة بلا خلاف ، وقد تقدم ما يدل عليه ، وهو موضع على ستة أميال من المدينة ـ كما عن القاموس ـ وهو ماء لبني جشم ، وسمي بذلك لأنه اجتمع فيه قوم من العرب فتحالفوا ، كما في المسالك ، وقيل : الحليفة تصغير الحلفة ـ بفتحات ـ واحدة الحلفاء وهو النبات المعروف.
والمراد به الموضع الذي فيه الماء ، ومسجد الشجرة من جملته ، لكن اختلف الأصحاب في أن الإحرام هل من مسجد الشجرة كما هو ظاهر عبارة الشرائع والقواعد والنافع والجامع ، ويدل عليه صحيح الحلبي المتقدم (ووقّت لأهل المدينة ذا الحليفة وهو مسجد الشجرة) (١) ، أو ما يسمى بذي الحليفة وإن كان خارج المسجد كما عن المقنعة والنصريات وجمل العلم والعمل والإشارة وجامع المقاصد ، كما يدل عليه صحيح معاوية بن عمار المتقدم (ووقّت لأهل المدينة ذا الحليفة) (٢) ، وغيره ، لكن الأحوط هو نفس المسجد للجمع بين الأخبار وعليه فالحائض والجنب يحرمان به اجتيازا ، وإن تعذر الاجتياز يحرمان من خارجه.
(٢) ففي صحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث (فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أربع بقين من ذي القعدة ، فلما انتهى إلى ذي الحليفة فزالت الشمس فاغتسل ، ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه الظهر وعزم ـ أي أحرم ـ بالحج مفردا) (٣).
(٣) أي والإحرام من المسجد جامع بين الأخبار.
(٤) قال في القاموس : (الجحفة ميقات أهل الشام ، وكانت قرية جامعة على اثنين وثمانين ميلا من مكة ، وكانت تسمى مهيعة ، فنزل بنو عبيد وهم إخوة عادة ، وكان أخرجهم ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب المواقيت حديث ٣.
(٢) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب المواقيت حديث ٢.
(٣) الوسائل الباب ـ ٢ ـ من أبواب أقسام الحج حديث ٤.