(ولو رحل) من منى (قبله) أي قبل الرمي أداء وقضاء (رجع له) (١) في أيامه ، (فإن تعذر) عليه العود (استناب فيه) (٢) في وقته فإن فات استناب (في القابل) وجوبا إن لم يحضر ، وإلا وجبت المباشرة (٣).(ويستحب النفر في الأخير) (٤) لمن لم يجب عليه ، والعود إلى مكة لطواف الوداع استحبابا مؤكدا (٥) ،
______________________________________________________
(١) أي من نسي رمي الحجار رجع ورمى مع بقاء أيام التشريق التي هي زمان الرمي بلا خلاف فيه ، لصحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (قلت : رجل نسي رمي الحجار حتى أتى مكة ، قال : يرجع فيرمها ، يفصل بين كل رميتين بساعة ، قلت : فاته ذلك وخرج ، قال : ليس عليه شيء) (١) ، وصحيح الآخر عنه عليهالسلام (ما تقول في امرأة جهلت أن ترمي الحجار حتى نفرت إلى مكة ، قال : فلترجع فلترم الحجار كما كانت ترمي ، والرجل كذلك) (٢).
وهاتان الروايتان تقتضيان وجوب الرجوع والرمي حتى بعد انقضاء أيام التشريق ولكن لا بد من تقييد اطلاقها بأن الرجوع إنما يجب مع بقاء أيام التشريق وإلا فيقضي في العام المقبل ، لخبر عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليهالسلام (من أغفل رمي الحجار أو بعضها حتى تمضي أيام التشريق فعليه أن يرميها من قابل ، فإن لم يحج رمى عنه وليّه ، فإن لم يكن له وليّ استعان برجل من المسلمين يرمي عنه ، فإنه لا يكون رمي الحجار إلا في أيام التشريق) (٣).
(٢) قد مرّ جواز الاستنابة في المريض فجواز الاستنابة هنا أولى وإن لم ترد في خبر إلا أنها لقاعدة الميسور والمعسور.
(٣) كل ذلك لخبر عمر بن يزيد المتقدم.
(٤) وعلّل بأنه أفضل باعتبار اشتماله على الإتيان بمناسك اليوم الثالث.
(٥) بلا خلاف فيه ، للأخبار منها : صحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (إذا أردت أن تخرج من مكة فتأتي أهلك فودّع البيت وطف اسبوعا) (٤).
وهو ليس بواجب عندنا كافة ، للأخبار منها : خبر هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام (عمن نسي زيارة البيت حتى رجع إليه أهله فقال : لا يضره إذا كان قد قضى من نسكه) (٥) ، وخبر علي عن أحدهما عليهماالسلام (في رجل لم يودع البيت ، قال : لا بأس به إذا كانت به علة أو كان ناسيا) (٦) ، وخبر إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (كان أبي
__________________
(١ و ٢ و ٣) الوسائل الباب ـ ٣ ـ من أبواب العود إلى منى حديث ٢ و ١ و ٤.
(٤) الوسائل الباب ـ ١٨ ـ من أبواب العود إلى منى حديث ١.
(٥ و ٦) الوسائل الباب ـ ١٩ ـ من أبواب العود إلى منى حديث ١ و ٢.