لذكرها (١).
ثالثا : لو صح حديث بئر رومة ؛ فلا بد إذا من الإجابة على التساؤلات في المجالات التالية :
أ ـ إنه إذا كان عثمان قد قدم من الحبشة جديدا ، ولم يكن له مال ؛ فمن أين جاء عثمان بالأربعين ، أو الخمسة والثلاثين ، أو العشرين ألفا من الدراهم ، أو المئة بكرة؟! ومتى وكيف اكتسب هذا المال؟!.
ب ـ لماذا لا يعين المسلمين في حرب بدر بشيء من تلك المبالغ الهائلة من الدراهم؟ أو بشيء من تلك البكرات التي أخرج منها مئة من صلب ماله ، حسبما تنص عليه الرواية؟!. مع أن المسلمين كانوا في بدر بأمس الحاجة إلى أقل القليل من ذلك ، وكان الاثنان والثلاثة منهم يعتقبون البعير الواحد ، ومع أنه لم يكن معهم إلا فرس واحد ، ولم يكن معهم إلا ستة أدرع وثمانية سيوف ، والباقون يقاتلون بالعصي وجريد النخل ، كما سيأتي بيانه مع مصادره.
أم يعقل أن يكون قد بذل كل ما لديه في بئر رومة حتى أصبح صفر اليدين؟!.
أو لماذا لا يطعم المسلمين ، ويسد حاجاتهم ، ويكفيهم معونة الأنصار؟! ولما ذا لا يعين النبي نفسه بشيء من ماله ، وقد كان يعاني أشد الصعوبات ، ولم يتسع الحال عليه وعليهم إلا بعد سنوات من الهجرة؟!
ج ـ وتقول روايات المناشدة : إنهم قد منعوه من الشرب منها حتى
__________________
(١) راجع : المصدر السابق ، فصل آبار المدينة.