٢ ـ قال ابن كثير في حوادث سنة ٣٦٣ : «فيها ، في عاشوراء عملت البدعة الشنعاء على عادة الروافض ، ووقعت فتنة عظيمة ببغداد بين أهل السنة والرافضة ، وكلا الفريقين قليل عقل أو عديمه ، بعيد عن السداد ، وذلك أن جماعة من أهل السنة أركبوا امرأة وسموها عائشة ، وتسمى بعضهم بطلحة ، وبعضهم بالزبير ، وقالوا : نقاتل أصحاب علي ، فقتل بسبب ذلك من الفريقين خلق كثير» (١).
ولكن هذا القائل قد تجنى على الرافضة ، حين ساواهم بالنواصب ، أعداء أهل البيت ، وشيعتهم ، فإن فعل الشيعة الروافض هو عين الدين والعقل ، وفعل غيرهم هو الدال على عدم العقل والدين.
٣ ـ إستعمال القوة والعنف ، فإنك تجد في كتب التاريخ ، في تاريخ مستهل كل عام قولهم : وفي هذا اليوم (أي عاشوراء) اقتتلت الروافض والسنة : فراجع المنتظم لابن الجوزي وغيره (٢).
ولعل أعظم محنة ، وأشدها نكاية وقعة الكرخ ببغداد ، التي أحرق النواصب فيها دور شيعة أهل البيت ، وقتلوا ألوف الرجال والأطفال (٣).
وقد ذكرنا طائفة من النصوص حول هذا الموضوع في كتابنا : «صراع الحرية في عصر المفيد» ، فليراجعه من أراد.
ويذكر هنا : أنه في سنة ٤٣٧ ه. وقع بين الشيعة والسنة في بغداد في
__________________
(١) الآية ٢٣ من سورة الشورى.
(٢) البداية والنهاية ج ١١ ص ٢٧٥ ، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج ١ ص ٩٤ ، وبحوث مع أهل السنة والسلفية ص ١٤٤ و ١٤٥.
(٣) بحوث مع أهل السنة والسلفية ص ١٤٥.